بتواطؤ أممي مع الحوثي .. الغذاء مقابل التحشيد

02:35 2025/03/02

كما يعلم الجميع أن المنظمات الدولية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة والعاملة بالمجال الإنساني تعمل على تقديم المساعدات للشعوب التي تعيش حالة حرب، وتلعب دورا أساسيًا في إغاثة المواطنين والأفراد الذين انهكتهم الحروب.

وفيما يخص دور هذه المنظمات التابعة للأمم المتحدة في اليمن، فقد كان المؤمّن منها أن تضطلع بدورها الإنساني تجاه الشعب اليمني، وذلك بالتوزيع العادل للمساعدات الغذائية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد خاب ظن الجميع بهذه المنظمات وبحقيقة دورها الإنساني والإغاثي الذي انحرف عن مساره بشكل فاضح ومخزٍ.  

ومما لا شك فيه أنها تورطت في قضايا فساد مع مليشيا الحوثي وتواطأت معها في زيادة أوجاع اليمنيين، وباتت سيفًا مسلطًا على أرواحهم، وأمعاء الجوعى والمحتاجين، في ظل حرب قضت على كل آمالهم في أن يعيشوا بكرامة وأمان وإنسانية، وبدلًا من أن تكون طوق نجاة صارت كمشانق موت على رقاب اليمنيين الأبرياء.

لا يتسع المجال هنا أن نسرد ما قد نُشر سابقًا حول قضايا فساد من هذا المنظمات الدولية والمحلية، او أن نسرد المنح المالية المُقدَّمة للحوثيين تحت مسمى نزع الألغام او المجال الزراعي، وقد شاهدنا هذه المعدات والأجهزة والمركبات  في جبهات الحوثي. ورغم هذه الفضائح التي نُشرت في وسائل الإعلام إلا أنها استمرت بالدعم بشتي الوسائل و السبل.

وما يحزن فعلًا، أن هذه المنظمات الأممية تدرك مخاطر الحوثي ومساعيه الحثيثة الرامية لاستمرار الحرب وإشعال الحرائق بالمنطقة والتحشيد لجبهات القتال رغم الهدنة الغير معلنة من خلال استخدام المساعدات الغذائية المقدمة من المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة. ورغم علمها المسبق أن الحوثي ربط المساعدات بالتحشيد غير أنها لم تقم بأدنى إجراءات في سبيل منع استغلال الحوثي للمساعدات الأممية لإطالة أمد الحرب في اليمن، وكنا نتمنى أن نشاهد خطوات جادة لايصال تصل المساعدات لمستحقيها دون تدخل المليشيات في توزيعها لكننا رأينا العكس من ذلك تمامًا بحيث استخدمتها مليشيا الحوثي للتحشيد للجبهات وأسهمت   تسهم في اطالة أمد الحرب وزيادة معاناة اليمنيين واستمرار الانهيار لليمن أرضا وإنسانا.