
أول يوم رمضاني في عدن.. كساد في الأسواق وموائد بما هو متاح
تسبب الغلاء الفاحش لأسعار السلع الاستهلاكية والمواد الغذائية، جراء سياسة الفشل والفساد التي تنتهجها الحكومة المعترف بها دوليًا، على مدى الأعوام الماضية، تسببت بحالة كساد غير مسبوقة في الاسواق.
وعلى عكس المتوقع بأن تشهد الأسواق مع دخول شهر رمضان اول ايامه حركة تسوق وانفراجة لحالة الكساد، إلا أن الاسواق شبه فارغة، واقبال الاهالي على شراء السلع والمنتجات المختلفة كان ضعيفًا جدًا.
تراجع في القدرة الشرائية
وتحدث مراد مصطفى " تاجر مواد غذائية",, ل ( المنتصف )، قائلا : "حالة الاسواق في عدن تسجل حالات اغلاق لعدد من المحلات، على وقع ارتفاع الاسعار وتدهور العملة، وارتفاع الايجارات، وعدم وجود اقبال من المستهلكين"، بهذه الكلمات اختصر مراد كل ما يجري في اسواق عدن.
وتابع مراد " القدرة الشرائية للمواطنين معدومة وفي اسوأ حالاتها، نتيجة قلة الدخل وتوقف عن صرف المرتبات، وارتفاع الاسعار"، مشيرا الى ان قيمة الريال اليمني باتت في الحضيض، وكل يوم يسجل تراجعا امام العملات الاخرى.
ورغم تسجيل الريال تحسنا طفيفا امام العملات الاخرى منذ ايام، الا ان وصوله وتجاوزه لحاجز ال ٢٣٠٠ ريال للدولار و٦٠٠ ريال للسعودي، تعد كارثة بحد ذاتها انعكست بشكل كبير على حياة المواطن البسيط.
واتضح ذلك بشكل جلي خلال الايام التي سبقت شهر رمضان وفي اول يوم منه، حيث سجلت الاسواق تراجعا كبيرا في حركة البيع والشراء، على عكس كل الاعوام السابقة، فرمضان يمتاز بالتسوق اليومي لتوفير متطلبات الموائد الرمضانية للاسرة.
موائد بالمتاح
وتقول ابتهال- ربت بيت ل( المنتصف) : لم نتمكن من توفير اشياء كثيرة كي نعد مائدة اول يوم من رمضان المبارك، واقتصرت وجبة الافطار على اصناف قليلة بما اتيح لنا توفيره.
وتضيف" الغلاء الكبير للسلع والمواد الغذائية واللحوم، وقلة الدخل وغياب البركة في كل شيء في ظل ما تشهده البلاد من سرقات وفساد وعدم وجود حكومة ودولة، جعل موائد رمضان لكثير من الاسر فارغة من اصناف رمضان".
وبالمتاح تناول معظم اهالي عدن وجبة الافطار الاولى من شهر رمضان هذا العام، وسط حالة من التذمر والسخط من حجم التدهور المعيشي الذي وصلت لها حياتهم في ظل كل الازمان التي تسببت بها نكبة وكارثة فبراير وانقلاب عصابة الحوثي الارهابية، حسب وصفهم.
اصرار على البقاء
وعلى الرغم من كل ما تشهده البلاد من تدهور في شتى المجالات وعلى راسها الخدمات والاقتصاد، والعملة، التي ادت الى ارتفاع الاسعار، والفقر، يصر اليمنيين "على البقاء" والعيش باقل الممكن حتى في رمضان الذي اعتادوا فيه تمييزه بان فيه من اصناف الاطباق.
ومع مشاهد الكساد في الاسواق، ليس فقط في اسواق عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة للبلاد، بل في جميع المناطق بما فيها العاصمة المختطفة صنعاء. هناك كساد جراء تراجع القدرة الشرائية وغلاء الأسعار مقارنة بمداخيل الناس، وهو وضع قد يبدو قاسيًا في عدن.
أخيرًا، سجلت في اول يوم رمضاني مشاهد انتقاد ممزوج بالابتهال لله، من قبل الناس في كل مكان بالبلاد، ومنها عدن، ان يرفع عنهم هذا البلاء وان يعيد اليهم حياتهم التي كانوا يعيشونها قبل النكبة والانقلاب والحروب والفساد.
تداول الاهالي احاديث حول ما وصلوا اليه من عيش متدهور لا شيء فيه يدعوهم للشعور بروحانية الشهر الكريم، ممزوجة بالمقارنة بين عهد الدولة والنظام، المسمى الزمن الجميل، وبين واقع اليوم المليء بالازمات المعيشية والخدمية والسرقات والفساد، والنهب والسلب والجرائم بشتى انواعها.