
أدوات الفشل والفساد تسرق رمضان من اليمنيين (تحليل)
تسببت أدوات الفشل والفساد التي أنتجتها نكبة فبراير ٢٠١١ ومنجزها انقلاب سبتمبر ٢٠١٤، بسرقة شهر رمضان من اليمنيين، بعد أن سرقت كل مقومات الحياة منهم على مدى اكثر من ١٤ عامًا.
ففي حين سجلت ابتهاج وفرحة الشعوب العربية والاسلامية بحلول الشهر الكريم، ورصدت التقارير حالات الابتهاج في عواصم اسلامية عدة، كانت المدن اليمنية بما فيها العاصمة المختطفة صنعاء والمؤقتة عدن تعيشان أسوأ الازمات المعيشية والانسانية كما تؤكد ذلك التقارير الدولية والأممية.
أزمات رمضان
وإلى جانب الأزمات المتفاقمة منذ ١٤ عامًا، التي تسببت بها أدوات الفشل والفساد، ظهرت أزمات جديدة تُعرف بأزمات رمضان، أفقدت المواطن اليمني كل مظاهر الفرحة بحلول الشهر الكريم.
فقد رصدت ازمات غاز خانقة في جميع المناطق اليمنية منذ أيام، أي سبقت الشهر بأيام فقط، لتجعل الأهالي يدورون في فلك البحث عن اسطوانة غاز لتأمين وجبات الطعام.
ولم تقتصر ازمة الغاز على المطابخ فقط ، بل تجاوزت ذلك هذا العام لتشل حركة الشوارع في المدن والطرق بين المحافظات، بعد ان تم تحويل معظم مركبات النقل للعمل بمادة الغاز لرخصه نسبيا عن البنزين الذي أصبح في مصاف السلع الثمينة، حيث تجاوز سعر الدبة سعة ٢٠ لتر من البترول ٣١ الف ريال في عدن مثلًا، في حين كانت اسطوانة الغاز سعة ٢٠ لتر قبل الازمة الحالية ٧٥٠٠ ريال.
وشوهدت شوارع عدن في أول ليلة رمضانية مساء الجمعة، وهي تتكدس بالمواطنين الراغبين بالتنقل بين المديريات والأسواق، نتيجة عدم وجود باصات النقل المتوقفة نتيجة ازمة الغاز، واذا وجدت وسيلة نقل فقد رفع مالكها قيمة الركوب إلى الضعف.
أزمة غلاء
وبالنظر الى ما تعانيه المدن اليمنية المحررة او الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي الايرانية، نجد أن أسعار السلع الاستهلاكية وحدت الجميع خاصة مع حلول رمضان، لتكون أحد أهم الأسباب التي سرقت من اليمنيين فرحة استقبال رمضان وروحانيته، حسب معظم الأهالي.
ففي مناطق الشرعية ، تسببت أزمة انهيار العملة أمام العملات الأجنبية التي سجلت أرقامًا تجاوزت كل توقعات المحللين المختصين، في زيادة أسعار السلع حتى عجز المواطن أمامها، إلى جانب أزمة جشع التجار المعتادة سنويًا قبل الشهر الكريم، الأمر الذي قضى على كل فرحة وسرق رمضان.
وفي مناطق الحوثي ، تسببت جبايات الحوثيين والضرائب التي فرضتها على السلع والمنتجات الى جانب تسببها بتدمير الموانئ وعزوف شركات الشحن الدولية عن الدخول الى الموانئ اليمنية ورفع تكلفة وتأمين الشحن ، في ارتفاع أسعار السلع، إلى جانب انعدام النقد الورقي، ومصادر الدخل أفقد السكان في مناطق العصابة القدرة على توفير متطلبات رمضان، فسرق الشهر.
والى جانب ازمة الغلاء، في مناطق عصابة ايران ، فإن رمضان سرقت روحانيته منذ سنوات من قبل العصابة التي منعت العبادات وعلى رأسها صلاة التراويح التي تُميز الشهر عن بقية الشهور.
أزمة مرتبات
ويتميز رمضان هذا العام بتوحد أزمة عدم صرف مرتبات الموظفين بين مناطق الشرعية والحوثيين بعد سنوات من تميز المناطق المحررة انها يجري فيها صرف المرتبات، إلا أن هذا العام توقفت لتلحق بالحوثيين المتوقفة منذ ٢٠١٦.
وعلى وقع أزمة عدم صرف مرتبات الموظفين بين الجانبين هذا العام ، تفاقمت معاناة آلاف الأسر اليمنية ودفعهم الى حافة العوز والفاقة وعدم القدرة على شراء متطلبات رمضان، فتم سرقته بالكامل.
أزمة خدمات
إلى ذلك تتواصل أزمات الخدمات الموحدة مثل انقطاع الكهرباء وانعدام خدمة المياه والتي تحولت الى تجارة في معظم المناطق، الأمر الذي فاقم من معاناة الأهالي وأفقدهم أي نوع من الفرحة او الاهتمام برمضان الفريضة الرابعة دينيًا.
كما ظلت بقية الخدمات مثل التعليم والطب والأمن والاتصالات والانترنت وبقية الخدمات خارج الخدمة الى في حدودها الدنيا نتيجة غياب الإدارة والقيادة الوطنية، التي تهتم بالمواطنين، حيث تعمل ادوات الفشل والفساد المتواجدة في المشهد اليوم لتنمية مصالحها الشخصية ومكوناتها السياسة والمسلحة او لخدمة أجندة داعميها.
أخيرًا، لم يبقَ من مظاهر رمضان لدى اليمنيين غير تبادل التهاني بحلوله بين المنتمين على مواقع التواصل الاجتماعي ومعظمهم يتواجدون خارج البلاد لذا يشعرون بفرحة وروحانية الشهر على عكس المواطنين بالداخل.. شهر مبارك.