
نصر الله يكشف ارتهان فاضح وتبعية مطلقة لعصابة الحوثي
ارتهان فاضح وتبعية مطلقة، وعلاقة تعدت حدود اللياقة في علاقة الجماعات مع بعضها البعض. ذاك ما أفصحت عنه عصابة الحوثي الإرهابية مؤخرا في علاقتها مع عصابة الإرهاب الأخرى في لبنان والمسماة "حزب الله"، حيث كانت التبعية حاضرة بكل معانيها الفاضحة التي لا تخجل من شيء، بدءا بدموع التماسيح التي ذرفتها القيادات الحوثية أمام وسائل الإعلام وفي اللقاءات التليفزيونية، فضلا عن التصريحات والتغريدات التي لم تترك من مفردات التزلف والنفاق شيئا إلا وجاءت به إلى سياقها التبعي للجماعة الإيرانية في لبنان.
والكارثة أن كل تلك التصريحات تأتي باسم الشعب اليمني الذي أعرب عن استيائه الشديد من تحدث عصابة الإرهاب باسمه، مؤكدا هذا السلوك الذي أظهره قادة الحوثيين من التبعية المشينة وارتباطها الوثيق بالنظام الإيراني وأذرعه في المنطقة إنما يعبر عن تلك الجماعة فقط ولا يمكن أن يكون على علاقة به من قريب أو بعيد.
المشاهد التي بثتها وسائل إعلام تابعة لمليشيات الحوثي الارهابية، والتي أظهرت مشاركة المليشيا في تشييع جنازة حسن نصر الله أمين عام "حزب الله" اللبناني، أثارت استياء الشارع اليمني وانتقادات واسعة للمليشيات الحوثية واتهامها بالتورط في دعم وتشجيع الجماعات الإرهابية.
مراقبون اعتبروا تصريحات قادة مليشيا الحوثي حول مشاركتهم في تشييع حسن نصر الله تكشف مدى تبعيتهم لإيران وحزب الله ومدى استعدادهم للتضحية بكل شيء من أجل خدمة المشروع الايراني، حتى لو تسبب ذلك في دمار اليمن وشعبه.
كما اعتبر مراقبون أن اعتراف القيادي الحوثي طه المتوكل بارتباطهم بحسن نصر الله منذ أربعين عاماً يكشف زيف ادعاءات الحوثيين حول "السيادة الوطنية"، ويظهر أنهم مجرد أدوات تخدم أهداف طهران.
ويرى الناشط غازي الحيدري، أن مشاركة مليشيا الحوثي بوفد في تشييع نصر الله ، يهدف إلى كسر العزلة والضعف الذي أصاب محور إيران.
وقال الحيدري إن إظهار أدوات إيران للحشد خلال تشييع نصر الله ليس أكثر من تسجيل حضور لمحور أُصيب بالغياب والنكسات المتتالية.
وأشار إلى ان مليشيا الحوثي ترى نفسها اليوم بعد مقتل نصر الله هي الوكيل الأول لإيران في المنطقة وعصا طهران التي تضرب بالنيابة عنها.
من جانبه قال الدكتور حسن محمد القطوي إن الحوثي لم ياتِ لينهض باليمن، بل ليحوله إلى نسخة من إيران، اقتصاد مدمر، شعب مقهور، حكم طائفي، وعزلة دولية. أينما دخلت إيران، حل الخراب.
وأكد الدكتور القطوري أن مليشيا الحوثي الإرهابية هي أداة هذا الخراب في اليمن.
بدوره قال الناشط عبدالسلام الزريقي إن مليشيا الحوثي تشتكي من منع الأنظمة العربية لفتح طريق لهم لمحاربة إسرائيل، لكنها تقوم بارسال 27 ألف عنصر للمشاركة في تشييع نصرالله وأول ما وصلوا نسوا قتال اسرائيل و القدس وجالسين يتصوروا مع وزهراء القبيسي.؟!
محللون يرون أن العلاقة بين مليشيا الحوثي و"حزب الله" قد تؤجج بدورها مخاوف الدول السنية من توسع التحالفات الشيعية في المنطقة.
وكشفت دراسة مركز "مكافحة الإرهاب" عن تحكم كبير لـ "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" في قرار مليشيات الحوثي المسلحة، وتؤكد وجود عناصر وقيادات منهما في اليمن.
وتقول الدراسة "ليس سراً أن الحرس الثوري الإيراني، لا سيما فيلق القدس، وحزب الله اللبناني يدعمان السيطرة المحلية والعمليات العسكرية للحوثيين، وهو ما تؤكده تصريحات الأمم المتحدة وأمريكا بهذا المعنى، كما أن الحرس الثوري نفسه يعترف بدعمه".
وما يعكس مدى تبعية عصابة الحوثي لحزب الله وإيران هو تصريح للقيادي الحوثي رضوان الحيمي من الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي قال فيه إنه لا يمكن ان يتخلوا عن دم حسن نصر الله حتى لو "فُنيَت اليمن عن بكرة أبيها". حسب تعبيره.
هذه هي حقيقة هذه العصابة فاليمن لا تعني لها شيئا، ودم حسن نصر الله عندها اهم من دماء 30 مليون يمني.
كما يظهر هذا التصريح ولاء مليشيا الحوثي لحزب الله اللبناني ولزعيمه حسن نصر الله، ويكشف عن انحيازها للمصالح الإيرانية على حساب مصلحة اليمن وشعبها.
يُذكر أن مليشيا الحوثي تتلقى من "حزب الله" الدعم المباشر منذ التأسيس (تسعينيات القرن الماضي) وإن كان "أيديولوجياً"، لكنه تمحور بعد عام 2011 ليشمل كل الجوانب السياسية والأيديولوجية والإعلامية.