التعليم بين إهمال الشرعية وتدمير المليشيات الحوثية

قبل 6 ساعة و 34 دقيقة

في ظل الأوضاع الصعبة التي تشهدها الجمهورية اليمنية منذ عدة سنوات، أصبحت قضية تدهور التعليم أحد أبرز القضايا التي تؤرق المواطنين، سواء في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية أو تلك الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية.

فالتعليم الذي يُعتبر ركيزة أساسية لبناء أي مجتمع، قد تعرض للكثير من الانتكاسات بسبب الأزمات السياسية والعسكرية، مما جعل الأجيال الحالية مهددة بالضياع.

ومن أبرز المشاكل التي يعاني منها التعليم في المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية نقص المعلمين المؤهلين والمدربين، وضألة مرتبات المعلمين والموظفين التربويين، وعدم كفاءة العديد من القيادات التربوية، وعدم تحسين المناهج الدراسية وتحديث البنية التحتية للمدارس وتوفير الموارد المالية لتطوير العملية التعليمية، بالإضافة إلى إحتلال العديد من المدارس والمنشآت التعليمية وتحويلها إلى مقرات عسكرية.

وفي المقابل، تشهد العملية التعليمية في مناطق سيطرة المليشات الحوثية انهياراً مريعاً بسبب الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها العصابة الحوثية، والتي أدت بمجملها الى انهيار شبه كامل للمنظومة التعلمية. ومن أهم المشاكل والانتهاكات التى يتعرض لها المعلمين والطلاب والقيادات التربوية والمؤسسات التعليمية في مناطق سيطرة المليشيات، إقصاء الكوادر والقيادات الإدارية المؤهلة وحوثنة المؤسسة التعليمية، وتعمد المليشات قطع مرتبات المعلمين، ونزوح اغلب المدرسين والكفاءات والكوادر التعليمية، وهجرة العديد منهم إلى خارج قطاع التعليم واضطرارهم للعمل في مهن أخرى لتلبية احتياجاتهم المعيشية، وتعرض الاف المعلمين والقيادات التربوية للإعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب الوحشي، والتجنيد القسري لعشرات الآلاف من طلاب المدارس، وفرض مناهج دراسية طائفية تتناسب مع أيديولوجية العصابة المتطرفة. بالإضافة إلى تسبب المليشيات الحوثية في تدمير البنية التحتية للتعليم واحتلال المدارس والمنشآت التعليمية وتحويلها إلي ثكنات عسكرية.

إن استمرار التدهور التعليمي في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وتدمير البنية والعملية التعليمية من قبل المليشيات الحوثية، يزيد من تعقيد مشكلة التعليم ويهدد بتفاقم أزمة الجهل والفقر في اليمن. وهو ما يستدعي وقفاً فورياً لهذا التدهور وتلك الانتهاكات، وتحييد التعليم عن الصراعات السياسية والأيديولوجية، ومعالجة المشاكل التى تواجه العملية التعليمية في مختلف مناطق الجمهورية، وتضافر الجهود من جميع الأطراف لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومستدامة. ما لم فإن الانهيار الكامل سيكون المصير الحتمي للتعليم والجهل سيكون المشروع القادم للأجيال القادمة.