
فيما يموت المرضى بسبب نقص الأدوية .. مليون و400 ألف دولار لمؤتمر استعراضي في عدن
كشفت مصادر مطلعة عن إنفاق أكثر من مليون و400 ألف دولار على الضيافة والإقامة الفندقية للمؤتمر الصحي الأول الذي ينعقد حاليا في عدن، في وقت يشهد فيه القطاع الصحي انهيارًا خطيرًا مع افتقار المستشفيات والمرافق الصحية للأدوية الأساسية والخدمات الطبية الضرورية.
وبحسب المصادر، فإن فعاليات المؤتمر الذي تنظمه وزارة الصحة العامة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا تركز على قصص نجاح وهمية وأبحاث لم تخضع للتحكيم العلمي الدقيق، دون تقديم أي حلول ملموسة لمعاناة المرضى الذين يواجهون نقصًا حادًا في أدوية السكري، الضغط، القلب، والسرطان، وسط تصاعد شكاوى المواطنين من غياب الرعاية الصحية في المستشفيات والمراكز الطبية.
وأضافت المصادر أن وزارة الصحة بدلاً من توجيه الجهود نحو حشد الدعم الدولي وتوفير الأدوية الأساسية، قامت بتنظيم مؤتمر مكلف تميز بالإسراف على الضيافة والفنادق، فيما يموت المرضى بسبب عدم توفر الألبومين لمرضى الكبد، وأدوية مرضى السكري والسرطان، مع تزايد العجز في الأجهزة الطبية والخدمات الصحية في مختلف المحافظات.
وفي ظل التدهور المستمر للقطاع الصحي، تعاني المستشفيات الحكومية والمرافق الطبية من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى تردي أوضاع الكادر الصحي بسبب تأخر صرف المستحقات وانعدام الموارد التشغيلية، مما أدى إلى تراجع مستوى الخدمات في العديد من المحافظات، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى مراكز صحية مجهزة.
وأشارت المصادر إلى أن المؤتمر لم يقدم أي خطط واقعية أو مبادرات فاعلة لمعالجة الأوضاع الصحية، بل انحصر في الترويج لإنجازات شكلية، في وقت تزداد فيه معاناة المواطنين مع الارتفاع الكبير في أسعار العلاجات وصعوبة الحصول عليها، ما يستدعي تحركًا عاجلًا لمعالجة هذا الإهمال الخطير وإيجاد حلول فعلية لأزمة القطاع الصحي المتدهور.