لقيادة الشرعية.. تحملوا مسؤوليتكم أو افسحوا المجال لغيركم
في فترات الحروب والأزمات التي تمر بها الدول، تصبح القيادة بمثابة حجر الزاوية التي يُبنى عليها مستقبل البلاد. وقد شهدنا في أكثر من مناسبة أن القيادة تتعرض لاختبارات صعبة تتطلب منها اتخاذ قرارات حاسمة لمصلحة الشعب والوطن، وعندما تفشل أو تعجز عن إتخاذ مثل تلك القرارات فإنها تتحول إلى عالة على الوطن والمواطنين.
وقيادة الشرعية اليمنية واجهت وتواجه العديد من الاختبارات الوطنية التى تتوالى عليها منذ بداية انقلاب المليشيات الحوثية واندلاع الحرب الكارثية، لكنها للأسف الشديد فشلت في كل الاختبارات، وعجزت عن مواجهة التحديات في مختلف الجوانب والمجالات، وما زالت بعد عشرة أعوام من انقلاب المليشيات الحوثية واندلاع الحرب الكارثية قاصرة وعديمة الأهلية، وتعيش حياة الضعف، والانقياد، والتبعية.
وبالرغم من التزام قيادة الشرعية بقرارات مجلس الأمن، والأمم المتحدة، وبنود الفصل السابع والوصاية الدولية، وبتنفيذ أوامر وتوجيهات الدول الوصية والمجتمع الدولي في مختلف جوانب ومجالات الحياة المختلفة، إلا أن ذلك لا يعفيها من تحمل المسؤولية لما يحدث للوطن والمواطن من تدهور وانهيار ومعاناة مستمرة في مختلف الجوانب والمجالات. فقد كان بإمكان هذه القيادة خلال هذه الفترة الطويلة لملمة جراحها، وتصحيح مسارها، وتوحيد صفوفها، وتأهيل حكومتها، وإثبات كفائتها وبلوغها سن الرشد، الذي يجيز لها قيادة نفسها، وتحمل مسؤولية وطنها وإدارة شؤون شعبها.
كما أن التزام قيادة الشرعية بالقرارات الأممية، ورضوخها المتواصل للضغوطات الدولية يُعد مشاركة في تمكين العصابة الحوثية من تدمير الوطن، ومضاعفة التدهور والانهيار والمعاناة الإنسانية، وإلا ماذا نسمي تصرفاتها التى تضر بالواطن والشعب وتفيد وتخدم المليشيات الحوثية؟.
فهل يعقل أن تقبل أي قيادة حتى وإن كانت عديمة الأهلية بوقف العمليات العسكرية في الوقت الذي تستمر فيه العصابة الحوثية بمهاجمة الجبهات والمناطق والمدن الواقعه تحت سيطرة الشرعية؟.. وهل يعقل أن تذهب أي حكومة للتوقيع على توقيف انتصاراتها العسكرية والميدانية والانسحاب من بعض الجبهات والمدن التى أصبحت في نطاق سيطرتها وتعيدها للمليشات الحوثية؟.. وهل يمكن أن يقبل أي إنسان عاقل بفتح الموانئ والمطارات الواقعة تحت سيطرة العصابة السلالية واستمرار توقيف صادرات النفط من محافظات الحكومة الشرعية؟.. وهل يعقل أن يقبل أي مسؤول بتجميد وتوقيف قرارات البنك المركزي بالعاصمة المؤقتة عدن واستمرار العصابة الحوثية بتدمير الاقتصاد الوطني وتجويع الشعب ونهب الثروة والموار العامة للدولة؟!.
ولذلك، فإن على قيادة الشرعية أن تعلم أننا في مرحلة حرجة، وأن الوطن يحتاج إلي قيادات شجاعة وقوية وقادرة على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات الحاسمة والعودة إلى أرض الوطن ومواجهة المليشيات الحوثية والتحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية، فإن كانت القيادة الحالية قادرة على الوفاء بهذا الدور فعليها تحمل مسؤوليتها وعلى بركة الله، وإن كانت غير قادرة فعليها أن تفسح المجال لغيرها لمن هم أكثر قدرة على التغيير والتحقيق الفعلي للإصلاحات المطلوبة والوصول إلى الحلول الملموسة والأهداف المرجوة، ما لم فإن الوطن سيبقى يتحرك في دائرة مفرغة من الأزمات والتدهور في مختلف الأوضاع العامة.