اليمن .. "سيسي" وطني أم "شرع" جديد؟!

03:09 2025/02/18

عندما ننظر لواقع وطننا، نجد أنه   لم يعد لكل هذه الوجوه الطافية على سطح الدولة والحكومة أن تفعل شيئًا في ظل وضع مزرٍ ومواطن كادح (طفران ضبحان)، ومسؤولين لا هم لهم إلا جمع أكبر قدر ممكن من الأرصدة المالية أو نهب ما يمكن نهبه.

لا قضايا فساد حُسم أمرها وأُحيلت للقضاء وحُكم على مرتكبيها، ولا إقالات لمسؤولين تلطخت أيديهم بوحل الفساد..
ففي شرعيتنا المزعومة وانقلاب الحوثي أصبحت العوامل المشتركة بينهما كبيرة جدًا وتتوسع وتتعمق كل يوم من خلال الأدوات التي يستخدمونها في كيفية الجمع لأكبر وأكثر كمية فساد ممكنة.

نهب للأراضي، بسط على عقارات الدولة، انهيار اقتصادي، وانهيار مجتمعي، وتوريث واضح يجتمع في الشرعية والحوثي من منطلق واحد كوجهين لعملة واحدة.
ولعل كل ما يطفو على الساحة يبرهن أننا مقبلون ومن باب القراءة للأوضاع القائمة والمتغيرات السياسية الاقليمية والعالمية، على اثنين من السيناريوهات المتوقعة، إما أن الدول  الداعمة  والمسيطرة على يمننا تحت البند السابع قررت وستدعم أحد الوطنيين من أبناء القوات المسلحة والأمن اليمنية ليكون المنقذ كما حدث في مصر ببروز الرئيس السيسي من بين أبناء مصر الاوفياء لينقذ شعبه وأرضه وحافظ على مكانة مصر وقوتها..

وإما أننا أمام نسخه غير متطابقة  بالكامل من الرئيس السوري  أحمد الشرع الذي بين ليالٍ معدودة اقتحم جيش وسلطة وحكومة ومحافظات، وحكم سوريا بتأييد ودعم دولي قل ما نراه في دعم لمثل هكذا مواقف خصوصًا مع تصنيف جماعة الشرع وحلفائها كجماعات متطرفة وإرهابية.

وبالمعطيات الموجودة على الساحة السياسية اليمنية، فإن أفضل نموذج ممكن ان يُنهي حالة التشظي والغرق التي تعيشها الشرعية هو ان يكون النموذج الأول المتمثل بقائد عسكري غير كل الوجوه الحاكمة الآن، يبرز نجمه وتدعمه كل الدول الداعمة، ويكون هو قائد معركة تحرير الوطن كالشرع وحامي اليمن وشعبه كالسيسي، بتوليفة رائعة هي ما نحتاجه اليوم في اليمن.

ولا تقولوا لي أنه لا يوجد، فرجال اليمن كثيرون وأوفياؤه ثابتون على حب الوطن ويحتاجون لقائد حقيقي بعيدًا عن الانتماءات الحزبية والصراعات السياسية ليقود فقط معركة تحرير كافة أراضي اليمن وقيادة الدولة كمرحلة انتقالية ليتبعها مرحلة دستور وقانون.

وهذا هو الحل الأمثل والاكمل لكل الدول الداعمة والجيران الأشقاء والأصدقاء، بحيث أن سيكولوجية المجتمع اليمني لن تقبل بأن يستنسخ بديلًا للشرع في اليمن خصوصًا مع وجود القبائل وتجربة الجماعات الدينية من قبل.