رئاسي .. وللعذاب وجوه كثيرة
حين تَشكَّل المجلس الرئاسي وبدلًا من رئيس واحد صاروا ثمانية رؤوس، قلنا "طحاطيح" ولهم باع طويل في المعترك السياسي، وكل رأس ربما سينتج لنا رؤوى وطنية ستُخرج اليمن واليمنيين من النفق المظلم الذي ما زالوا يغوصون فيه منذ عشر سنوات..
لكن ما الذي فعله هذا المجلس "بثمانيته" حتى اللحظة؟
للأسف لا توصيف يشرح واقعنا المأساوي الراهن سوى أن المجلس الرئاسي "بثمنانيته" خذلنا و عاث في الوطن فسادا ... ونشر غسيله وأطماعه على حساب وطن كبير اختصره إلى مفردة متقزمة وحصره في ثلاث كلمات قاتلة (صراع المناصب والكراس)ي ولا دخل لهذا الصراع بكل قناع أو ستار اتقن في نسجه على محياه سواء ستار وطني أو حقوقي أو إنساني.. الخ.. فكل الأقنعة تؤدي إلى غاية نتنة واحدة..
فقد تضاربت لغة المصالح وتكاثرت المؤامرات السياسية وأنتجت لنا واقعاً موبوءاً ومشبوباً بالعذابات وصرنا على شفا جرف هارٍ نرتجي رحمة الإله. حق مشروع لنا أن نسأل المجلس الرئاسي والحكومة عن مشاريعكما وخططكما الملموسة الواقعية التي نفذتموها في كافة المجالات والتي من شأنها نمو البلد معيشيا و اقتصاديا وثقافيا وعلميا وتنمويا .للأسف لم نشهد منكما سوى مكايدات شغلتمونا بها منذ تشكيلكما، ونسج الخطط للنيل من الغير والإطاحة به وأثبات أن الغير أسوأ منكم .
سنقولها وبصراحة لم نعد نصدقكم وفقد اليمنيون ثقتهم فيكم .. فقط قولوا لنا ,ما الذي يستفيده مواطن كادح معه (بسطة) في الشارع على باب الله من صراعكم؟ ماذا فعلت ثرثراتكم الخرقاء لمواطنين ماتوا جوعا؟ هل انتصرت خططكم لمريض يموت في مستشفيات كلها عبث سياسي مريع وإهمال وظيفي وموت يمشي فيها على الطواريد؟ ماذا فعلت أجنداتكم الوهمية لتعليم سيّستموه ولطالب ملأتم عقله بثرثرات جهلكم السياسي وجعلتم عقله مفرغ إلا من غل وجهل يجوب المدارس والجامعات؟؟ماذا فعلتم لقضاء يترنح كل لحظة ويسوده الظلم والرشاوى والمماطلة وتعذيب المقهورين؟؟ ماذا فعلتم لأمن منفلت حد الرعب ولفقر قاتل ولجوع ولعطش ولبطالة ولحقوق إنسان تُنتهك كل ثانية على أرض اليمن؟؟أين المشاريع الثقافية والإبداعية والتنمية الاقتصادية والسياحية والمعيشية في كل ابواقكم المهترئة والناعقة بما لا تفعل؟اين واين واين؟جعلتم البلد يعيش القرون الوسطى بكل توحشاتها وتخلفها..
كل هذه الأسئلة مجتمعة سمعنا لها جعجعات ولم نشهد لها طحنا للأسف والشاهد على ذلك أن كل الأركان الأساسية التي تقوم عليها أي دولة وهي التعليم والصحة والأمن والقضاء,كلها لدينا متهاوية وتحتضر بينما أنتم لا زلتم تجلسون على كراسيكم كالخشب المسندة بينما الوطن يسقط كل لحظة للهاوية...كل شيء تبدل وكل ضجة زادت ضجيجا وكل صمت صار ثرثرات موحشة إلا شيء واحد لم يتبدل في هذا الوطن وهو الفقر والجوع والمرض، والبسطاء لا تعديل أو تفريج لمعاناتهم, فالكادح زاد كدحاً والمقهور زاد قهراً والمظلوم زاد أنيناً .. وفي المقابل تعملق الظالمون وزاد الناهبون وزاد البطش بطشا وزادت البلد تخريبا وشتاتا وزاد البؤس تعملقاً.. وانتم السبب.
إلى متى ستواصلون خذلانكم لمن وثقوا بكم رغم كل هذا الانهيار المروع والموت والحرائق لوطنكم اليمن ؟يبدو أنكم نسيتم انه أيضا وطنكم وليس وطن الغير.
لم يعد لنا ما نقوله سوى، اخجلوا على أنفسكم قليلا. خربتوها وجلستم على ركامها وخرائبها ودماء وجوع أبريائها..
لا نريد ثمانية بلا عمل وطني بل نريد أن نختصرهم في رجل رشيد واحد يعمل للوطن ولكادحيه ومقهوريه ومظلوميه وكل الحوعى فيه. وكفى.