الطابور الخامس من أهم عوامل صمود المليشيات الحوثية
من خلال الأوضاع التي تشهدها المدن والمحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية والحالة المعيشية التي يعيشها سكان تلك المحافظات المغتصبة والسياسة الإجرامية التى تمارسها الميليشيات العنصرية وطريقة حكمها التى تعتمد على التميز والقوة والكتم والاذلال والسلب والنهب والقتل والتجويع والتشريد، وما يقابلها من غليان وتصاعد للغضب الشعبي في مناطق سيطرة المليشيات، يتضح أن المليشيات تمر بأدنى مراحل الضعف والهشاشة، وتقترب من النهاية والسقوط، فكل المؤشرات والمعطيات تؤكد انهيار المليشيات ووصولها في مختلف المجالات إلى أسوأ المستويات.
فبسبب سياسة وغطرسة وهمجية المليشيات الطائفية وطريقة تعاملها مع الساكنين في مناطق سيطرتها الجغرافية فقدت الحاضنة الشعبية وتحولت إلى عدو لكل ابناء الشعب في مختلف مناطق الجمهورية الشمالية والجنوبية، ولذا فإنها لن تستطيع المقاومة وألصمود في أي معركة جمهورية قادمة.
لقد كانت الحاضنة الشعبية التي تمتعت بها المليشيات في المناطق الشمالية من أهم عوامل صمودها وبقائها إلى هذا التاريخ، لكنها اليوم وبعد أن تخلى عنها الجميع أصبحت وحيدة ومنبوذه ومعرضة للسقوط في أي وقت وبكل سهولة، فلم يعد هناك أي عائق يمنع أو يعرقل الإطاحة بها سوى الطابور الخامس الذي يعمل جاهداً لتمزيق الصف الجمهوري وزرع العداوة والبغضاء بين الأحزاب والمكونات السياسية والاجتماعية، وإضعاف الشرعية وخدمة المليشيات الحوثية بطريقة متعمده وغير مباشرة.
فلولا هذه العناصر التخريبة التى تنخر في عظام الشرعية وتعترض كل جهود التوحد والتفرغ لمواجهة المليشيات الحوثية لكانت المليشيات العنصرية في حكم كان ولكانت البلاد قد تخلصت من تلك المليشيات وآثارها الدموية والتخريبية وعادت إلى أوضاعها الطبيعة، لكن للأسف الشديد فإن الطابور الخامس المدعوم من قطر وتركيا لم ولن يتوقف عن زرع الخلاف والاختلاف بين فصائل ومكونات وأحزاب الشرعية ولن يتوقف عن خلق المشاكل والعراقيل أمام كل المشاريع الوطنية وامام كل الجهود التى تهدف الى تسخير الجهود والامكانيات لإجتثاث الآفة الحوثية وتطهير الوطن من رجسها واستعادة الدولة والجمهورية.
ولهذا يتوجب على مجلس القيادة الرئاسي وكل الأحزاب والمكونات الوطنية والعلماء والعقلاء التركيز على هذه المعضلة الكارثية وايجاد المعالجات والحلول المناسبة لمشكلة الطابور الخامس وكل من يقف معه ويحميه ويوفر له الغطاء المناسب والحماية الكافية ويسهل له تمرير مشاريع ومخططات الدول التخريبية التى تصب جميعها في صالح ومصالحة العصابة الحوثية وتجعلها صامدة لفترات إضافية.