المعلمون يشعلون فتيل ثورة الموظفين
منذ بداية الحرب الانقلابية والقيادات السياسية والعسكرية والأمنية لطرفي الصراع تعيش حياة الراحة والرقي والرفاهية، ويتقاضى منتسبوها مرتبات عالية وبالعملة الصعبة، ناهيك عن الأموال التى ينهبونها من الإيرادات والموارد العامة، وعن الاعتمادات الخيالية التى يتقاضونها من دول يدينون لها بالولاء والطاعة، وفي نفس الوقت يعيش المواطنون بمختلف شرائحهم وفي مقدمتهم موظفي أجهزة ومؤسسات الدولة حياة العناء والعذاب والمشقة، وبدون مرتبات في مناطق سيطرة المليشات الحوثية وبمرتبات مُهينه وهزيله في مناطق سيطرة الشرعية.
عشرة أعوام من الصراع مرت تجرع فيها الموظفون مرارة الأوضاع المعيشية وانتهاكات القيادات المتسلطة وتحملوا فيها مشقة الحرب الكارثية ونتائج فساد القيادات المتصارعة إلى أن وصلوا إلى حالة اليأس من استقامة هذه القيادات المنحرفة التى لا هم لها سوى استثمار الحروب وأوضاعها الكارثية وتحقيق أعلى المكاسب والأرباح المالية، مما جعلهم يكسرون حاجز الصمت ويرفعون أصواتهم المطالبة برفع مرتباتهم الضئيلة وصرف الحوافز والعلاوات المتاخرة وكافة حقوقهم المشروعة بما يتناسب مع الأوضاع والظروف المعيشية الحالية.
فكانت البداية من مدينة تعز التى أعلن فيها المعلمون ومعهم كافة التربويين في بداية الفصل الدراسي الثاني بداية الاحتجاجات التصاعدية، ومنذ ذلك الوقت والعملية التعليمية متوقفة، وأبواب المدارس الحكومية مغلقة، والمعلمين مضربين عن العمل ومستمرين في تصعيد احتجاجاتهم واعتصاماتهم السلمية، ومصممين على انتزاع حقوقهم المسلوبة من أنياب القيادات الفاسدة.
وبالرغم من مرور أكثر من شهر من زمن الفصل الدراسي الثاني دون أن يتلقى ابناؤنا الطلاب تعليمهم في المدارس الحكومية إلا أن قيادة السلطة المحلية لم تحرك ساكنًا لتوقف العملية التعليمية وما زالت تقابل تلك الاحتجاجات بكل إستهتار وبرود وباساليب تدلل على التهرب وعدم المسؤولية وتؤكد عدم الاستجابة للمطالب المشروعة، ورداً على برودة وتهميش القيادة قرر المعلمون تصعيد انتفاضتهم السلمية وإشعال فتيل ثورة الموظفين التى تنمو في كل وقفة ومسيرة وينظم إليها الموظفين من مختلف القطاعات والإدارات والهيئات والمؤسسات العامة في المحافظة، وتدشنها ميادين الاحتجاجات في العديد من المحافظات المحررة، ويتهيأ لها الموظفون في المناطق والمحافظات المختطفة الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية لتُشكل بأكملها عاصفة عارمة تعصف بالقيادات المتسلطة والفاسدة بمختلف مناطق الجمهورية.
وعلى جميع موظفي الدولة من صعدة إلى صنعاء إلى عدن حتى المهره ومن ميدي إلى الحديدة الى حضرموت حتى سقطرة الخروج الى الساحات والميادين لانتزاع حقوقهم المسلوبة وإسقاط هذه القيادات المتغطرسة التى تنهب حقوقهم وتتاجر بوطنهم ودمائهم وامنهم واستقرارهم وتزيد من أوجاعهم ومعاناتهم.