نكبة 11 فبراير .. تحوّل الحوثيون من مليشيا طائفية إلى وباء أحرق اليمن

07:00 2025/02/10

قبل نكبة فبراير لم يكن الحوثيون سوى شرذمة تختبئ وتتوارى في كهوف مران بصعدة، لكن نكبة 11 فبراير أخرجتهم من جحورهم إلى قلب صنعاء، وفرضتهم على مجريات الأحداث، وكان للإخوان دور كبير في نشر وباء الحوثي في اليمن.

بدأ الحوثيون كمليشيا طائفية في كهف مران، ثم انتشروا بفعل "الربيع العبري" في صعدة وعمران، وتحولوا إلى وباء يهدف إلى السيطرة على تعز وعدن ومن ثم اليمن بأكمله. وأصبحوا يشكِّلون تهديداً كبيراً لليمن، وظهرت أطماعهم التوسعية نحو الجنوب. 
من ثم تصاعدت الأحداث في اليمن، وتمزقت التحالفات العسكرية والسياسية والقبلية بفعل التدخل الايراني و التركي الاخواني

في هذه الذكرى الأليمة، نعيش  ضياع الوطن وتمزقه، ونتجرع الحزن والألم والمعاناة والقهر ونحن نعيش فقدان الدولة ومؤسساتها ونشعر بالأسى لضياع الأمن والاستقرار. نرى القتل والدمار وافتتاح المقابر ومشاريع الموت التي أحدثتها نكبة 11 فبراير.

هذه الذكرى أدت إلى دخول اليمن تحت وصاية دولية وظهور مليشيا الحوثي التابعة لإيران، مما أدى إلى تمزق سياسي وطائفي ومناطقي وسلالي وحرب أهلية. أشتعلت البنادق في كل مكان، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الأشخاص وتشريد الملايين وترك العديد من الأرامل والأيتام في ظروف صعبة.

رموز فتنة 11 فبراير لم يكونوا فقط فاسدين عابرين، بل كانوا ممزوجين بالخيانة والجشع، يستغلون موارد الوطن لمصالحهم الشخصية. 
حقيقة، يؤلمني كثيرًا أن أرى الشعب يعاني ويتضور جوعًا وخوفًا ويعيش في ظروف صعبة ومأساوية، بينما الفاسدين ينهبون ثروات البلاد ويسببون الدمار والهلاك لليمن.

ذكرى 11 فبراير تذكرنا بتدمير الدولة ومؤسساتها وقيم المجتمع الحميدة، مما أدى إلى فقدان الحرية والديمقراطية. وبعودتها كل عام يمر أمام أعيننا شريط العذاب والمعاناة والخراب للوطن أرضًا وإنسانا. وبالتالي، يجب علينا حين تعود كل عام أن بذكراها الأليمة أن نحاول تلافي تكرارها في المستقبل.

لا أعتقد أن هناك شخصًا عاقلًا يعتبر الحادي عشر من فبراير يومًا مباركًا أو ثورة حقيقية. بالعكس، كانت هذه الفترة كارثة ونكبة، حيث قدمت القنوات الإخبارية صورة ملتوية وخبيثة لما حدث، وساهمت في صعود الأشخاص غير المؤهلين إلى السلطة. هؤلاء الأشخاص الذين نراهم اليوم في صنعاء وعدن، هل هم حقًا يمثلون إنجازات لفبراير؟، هل هم القادة الذين كانوا يسعون لتحقيق الإصلاح؟ بالعكس، انتهت الثورة بمصير مأساوي، حيث أصبح الشعب مقتولًا ومنهكًا وجائعًا ومشردًا ونازحًا ومرتهنًا بدون سلطة أو سيادة.

وعليه، فإن انتكاسة فبراير  لم تقدم لليمن وشعبها سوى الخراب والحرائق والمآسي والانهيار لكل مقومات الدولة وأركانها، وتعتبر بحق أكبر انتكاسة بحق اليمن وأعادته للوراء سنوات عديدة، وفرضت الحوثي بكل طغيانه ليكمل دمار اليمن ويشتت شعبها ويحرق الأرض والنسل ويجعل اليمن مرتعًا للصراعات الإقليمية والدولية بمباركة إيرانية خبيثة.