مشكلة مدينة تعز في فساد قياداتها والمسؤولين عليها
منذ بداية الحرب الانقلابية ومدينة تعز تعاني العديد من المشاكل التي أثرت وتؤثر على حياة سكانها بشكل يومي، أحد أبرز هذه المشاكل هو الفساد المستشري في مؤسساتها وأجهزتها المحلية، حيث يمارس الفساد والعبث في أغلب الأحيان من قبل بعض القيادات والمسؤولين ومن قبل من يُفترض أن يكونوا حماة للمدينة وسكانها.
وما تشهده المدينة من إختلال أمني وانهيار تنموي واقتصادي واجتماعي وإنساني ومن عبث إداري ونهب وسلب للأموال العامة وموارد وإيرادات الدولة وأراضي الأوقاف والأملاك وتعطيل للمشاريع التنموية، ما هو الا ناتج طبيعي لعمليات الفساد المتغلغل في المؤسسات المحلية، والممارسات العبثية والتصرفات غير المسؤولة للعديد من قادة السلطة المحلية والقيادات الإدارية والعسكرية والأمنية بالمحافظة.
وما يتعرض له المواطنون من انتهاكات واعتداءات وما يفرض عليهم من جبايات يتم من قبل عناصر خارجة عن النظام والقانون تنتمي للمؤسسة العسكرية والأمنية. وقد أثبتت الأحداث أن اغلب المتهمين في قضايا القتل والاعتداءات ونهب الأراضي واحتلال المساكن وفرض الإتاوات هم من المحسوبين على المؤسسة الأمنية والعسكرية.
إن مشكلة مدينة تعز تكمن في غياب السلطة الحقيقية التي تتولى حماية المواطنين ومصالحهم وفي فساد قياداتها والمسؤولين عن إدارتها وحمايتها، حيث تعاني المدينة من انعدام الحكم الرشيد، وغياب الرقابة والمساءلة، وضعف مؤسسات الدولة، وغياب الاستقرار السياسي، والتقاعس في تحقيق العدالة، واستغلال النفوذ والنزاع العسكري والسياسي لتحقيق المصالح الشخصية والمكاسب الخاصة. مما يؤثر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المدينة ويعطل المشاريع التنموية ويزيد من تدرهور الوضع المعيشي ومن معاناة السكان ويشجع على استمرار الممارسات الفاسدة.
ولا حل لهذه المشكلة إلا بإصلاح النظام الإداري ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والمساءلة والمحاسبة، واستئصال رموز الفساد بالمحافظة، وتصحيح المؤسسة العسكرية والأمنية وتطهيرها من العناصر التخريبية، ودعم المجتمع المدني والإعلام الحر لمكافحة الفساد.