حين تتحول الحكومة لعدو
مأساة حقيقية ألا يكون لك من البدائل والحلول سوى الموت طريقًا وملاذًا بعد أن تُسد في وجهك كل الأبواب، وتتقطع بك السبل.. ومأساة أكبر حين يكون من يُفترض بهم انقاذك هم أول من يغرسون خنجرًا بكبدك.
ها هو مدرس كادح بتعز يموت أمام بوابة مستشفى رفضت استقباله وعلاجه؛ بسبب فقره، وغيره الكثير والكثير ممن يرون الموت أفضل من واقع بات قاتلًا، وحكومة مهاجرة صارت بالنسبة لشعبها العذاب الأكبر والعدو.
التجاهل والعجز وعدم الاكتراث واللامبالاة والخذلان لشعب ينتظر الخلاص وتأمين روعه وجوعه، صفات كفيلة بأن تجعل حكومتنا المهاجرة تبدو وكأنها العدو لشعبها ومواطنيها ، وإلا لماذا هذا الصمت والخذلان والعجز المخزي وهي ترى مواطنيها يموتون على الأرصفة وعند القمامة جوعًا وفقرًا وفاقة وحرمانًا؟.
لماذا كل هذا الشلل وهم يرون الناس في الشوارع يتظاهرون وقد اثقلتهم المعاناة والظروف السيئة والانهيار الاقتصادي حتى بات المواطن غير قادر حتى على شراء كيلو قمح لإطعام أولاده، وحالات الانتحار تتزايد بومًا بعد آخر في أوساط الناس والشباب، وحتى فئة الأطفال أصبحوا ينتحرون في هذا الواقع الظالم؟.
كل هذه المشاهد المؤلمة لا تعبر عن وضع أصحابها بل تعبر عن فشل الحكومة المهاجرة في إدارة البلاد وتأمين مواطنيها والحفاظ عليهم.. تدل على انها تحولت لعدو عن سبق اصرار وترصد، تحولت لقاتل مرعب في ظل عجز تام وشلل مطلق وكساح مخزٍ.
اليمنيون حين يشنقون انفسهم ويموتون على الأرصفة وفي البيوت المغلقة على مآسيها وامام بوابات المستشفيات وعند براميل القمامة، وينتحرون واحدا تلو آخر، ويُقتلون عند حدود الدول الأوروبية وفي الغابات والبحور ويُقتّلون على ايدي حرس الحدود وهم يهربون من بلاد لم تؤمّن روعهم ولم تحمهم ولم يجدوا فيها إلا الخوف والحاجة. كللللللل هؤلاء اليمنيين المظلومين والمقتلين في اصقاع البلاد وخارحها لا يعبرون عن أنفسهم فقط لكنها صورة لواقع حال مزر يسوده الظلم والجبروت، وواقع البلاد السيء، وصورة لحال الحكومة المهاجرة التي تسودها اللصوصية والنهب والسلب واللامبالاة بينما اليمنيين يموتون أمام عيونها، وتقف كخشب مسندة تسمع وترى وتساهم بكل هذه العذابات لليمنيين حتى باتت هي العدو بالنسبة لهم وفقدت كل مناصرتهم لها، وبات الشارع اليمني الذي احتفى بها ذات يوم هو اول من ينبذها ويتمنى زوالها آجلًا أو عاجلًا.
رحم الله كل شهداء الجوع والفقر والعوز في هذا الوطن الطارد والقاتل لأهله.. ولحكومتنا المهاجرة الفناء والزوال.