وحشية الحوثيين لا تنتهي .. إفراج إنساني أم استباحة وابتزاز؟

09:36 2025/01/25

تحت وطأة الضغوط الداخلية والعقوبات الخارجية، وسعياً منه لتغطية جرائمه، خرج المشرف العام على سجون ميليشيات الحوثي الإرهابية ورئيس سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء، المجرم عبدالقادر المرتضى، ليعلن عما أسماه "مبادرة إنسانية" للإفراج عن مختطفين، متباهيًا بها وكأنها "مكرمة"، بينما هي حق لهؤلاء الأبرياء الذين اختطفتهم هذه الميليشيات ضمن استراتيجية ممنهجة تتبناها لإرهاب المجتمع وكسر إرادة أفراده، بهدف ترسيخ حكمها القمعي والعنصري ، ونشر الخوف في نفوس المواطنين لضمان بقائهم تحت قبضتها الحديدية باختطافهم من منازلهم او الشوارع و الاماكن العامة.

أتذكر خلال فترة اختطافي في سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء إحدى تلك المبادرات الزائفة التي أعلن عنها المرتضى وادّعى أنها "إنسانية"، لكنها في الحقيقة كانت مبادرة مدفوعة الثمن بالكامل. لقد دفع معظم المختطفين الذين شملتهم تلك المبادرة مبالغ طائلة بالعملة السعودية ليتم إدراج أسمائهم في كشوفات الإفراج. وفي الوقت نفسه، رفض المرتضى وزبانيته إطلاق سراح من لم يدفع، من كبار السن، الأطفال، المصابين، والمختلين عقليًا، وغيرهم من الذين وقعوا ضحية للتعذيب الوحشي.

لقد نفذ المرتضى هذه الجرائم بالتعاون مع شقيقه أبو شهاب، ومساعده أبو أسامة الجنيد، و أحمد أبو حمراء، وعبدالله شرف المكنى بـ"أبو تراب" مسؤول تنقلات المختطفين، وأبو كرار السنحاني. كان هؤلاء يديرون الصفقة ماليًا، ويُسلّمون بعض المختطفين إلى المشرفين الحوثيين على مناطقهم أو مشايخهم أو عوائلهم بشروط مشينة، مثل الإقامة الجبرية، أو الذهاب إلى جبهات القتال، أو عدم مغادرة مناطق سيطرة الحوثيين، أو تقديم تعهدات صارمة من أسرهم تتيح للحوثيين استباحتهم وأموالهم وممتلكاتهم إذا نقضت تلك التعهدات. لقد منحهم الحوثيون حرية مقيدة ومنقوصة وتهديدًا دائمًا بالاختطاف والاستباحة.

ميليشيات الحوثي هي الإرهاب المطلق والجريمة المستمرة. لا عهد لها، ولا ميثاق، ولا ذمة، وسلوكها الإجرامي شاهد عليها ويتكرر يومًا بعد يوم. فالمجرم المرتضى، الذي أعلن اليوم عن مبادرة، ارتكب قبل أيام جريمة اختطاف بعد يوم واحد من مقابلته مع المبعوث الأممي لليمن وإدراجه في قائمة العقوبات الأمريكية. واليوم، وبعد الإفراج عن مختطفي السفينة "غالاكسي ليدر" والتصنيف الأمريكي للميليشيات كمنظمة إرهابية، عوّضت الحوثية الإرهابية باختطاف عدد من الموظفين التابعين للأمم المتحدة في صنعاء لتمارس مزيدًا من الضغط.

وليس من المصادفة أن يأتي هذا الاختطاف أيضًا قبل يوم من نهاية فصل من الإرهاب والجريمة المباشرة ضد أكثر من 100 مختطف في سجونها، ستفرج عنهم نهار اليوم السبت كما أعلن المرتضى .

 وبالتأكيد، فإن جريمتها ضد هؤلاء الضحايا لن تنتهي بمجرد الإفراج عنهم، بل ستستمر بالإرهاب والابتزاز ضدهم وضد أسرهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، طالما وهم في مناطق سيطرتها، كما حدث مع من سبقهم من الضحايا الذين تم إطلاق سراحهم سابقًا بالطريقة نفسها.

اختطاف الإنسان جريمة ضد الإنسانية، وتحويله إلى رهينة جريمة حرب. والتخلص من الجريمة بوصفها عملًا إنسانيًا يعكس مدى انحطاط الحوثيين وانعدام القيم لدى هذه الجماعة الإرهابية التي لم تتورع عن اختطاف النساء، الأطفال، الصحفيين، المرضى، وحتى موظفي المنظمات الدولية.

كل مختطف أُفرج عنه يُعد شاهدًا حيًا على وحشية الحوثيين، وكل مختطف لا يزال خلف قضبانهم يُمثل وصمة عار ولعنة تلاحق هذه الجماعة المارقة. ولكن العدالة قادمة لا محالة، وسينال كل من إرتكب هذه الجرائم عقابه. لن تُمحى هذه الجرائم بمحاولات تسويق أكاذيب "الإنسانية"، وستظل جرائمهم الملطخة بالدماء شاهدة على وحشيتهم إلى أن تتحقق العدالة.

وفي الختام، مبارك لكل من سيُطلق سراحه بأي طريقة كانت من سجون الظلم والاستبداد، فكل خروج منها هو ولادة جديدة تستحق الفرح والاحتفاء.