مرتبات المعلمين .. واقع مؤلم يختلف عن الماضي
شهدت مرتبات المعلمين في اليمن تدهوراً كبيراً منذ اندلاع الأزمة في البلاد، مما أثر بشكل مباشر على جودة التعليم وحياة المعلمين. فقد كانت مرتبات المعلمين في النظام السابق تشكل مصدر استقرار نسبي وكان المعلمون يتلقون مرتبات ثابتة تضمن لهم حياة معيشية مقبولة نسبياً ومكانة اجتماعية مرموقة، مما ساعد على تحسين مستوى دخل المعلمين ورفع معنوياتهم وتحسين مستوى وجودة التعليم في ذلك الوقت.
بينما أصبحت اليوم في ظل الوضع الحالي تثير القلق، حيث يعاني المعلمون من انخفاض القدرة الشرائية في ظل تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية مما جعلهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية وأثر على قدرتهم في أداء مهامهم التعليمية بشكل فعال. فالمعلم الذي يعاني من ظروف مالية صعبة سيكون من الصعب عليه أن يكون في حالة نفسية ومهنية جيدة لأداء دوره في تعليم الطلاب وفي بذل جهد كافٍ لتحسين وتطوير العملية التعليمية.
اليوم لا تتجاوز مرتبات المعلمين في العديد من المحافظات اليمنية وفي مقدمتها محافظة تعز 10% من قيمتها التي كانوا يتقاضونها في النظام السابق، حيث كان راتب المعلم الذي يتقاضى 85500 ريال يمني يعادل 1500 ريال سعودي بينما يعادل اليوم 150 ريالًا سعوديًا، وكان راتب المعلم الذي يتقاضى100000 ريالًا يمنيًا يعادل 1754 ريالًا سعوديًا بينما يعادل اليوم 175 ريالًا سعوديًا.
اليوم وفي ظل هذه الظروف الصعبة والحراك التربوي بالمحافظة الذي أفرزته الأوضاع الاقتصادية المتدهورة يتعين على السلطة المحلية بمحافظة تعز والحكومة الشرعية أن تستجيبان لمطالب المعلمين المضربين عن العمل وأن تعملا بشكل عاجل على تحسين الوضع المالي للمعلمين وتوفير رواتب معقولة ومستمرة تضمن لهم حياة كريمة وتحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم في ميدان التعليم. فالمعلم هو الركيزة الأساسية في بناء المستقبل وتطوير وتحسين العملية التعليمية، ومن دون تقديم الدعم المناسب له سيستمر تدهور وانهيار التعليم في المحافظة.