فساد الشرعية .. خيانة للوطن وتبعية للخارج

قبل 5 ساعة و 7 دقيقة

أصبح الفساد في أوساط الشرعية اليمنية أزمة وطنية تهدد حاضر اليمن ومستقبله، شرعية ضعيفة وغارقة في الفساد، لا تمتلك من الشرعية سوى الاسم، تقيم في الخارج وتتبع أجندات خارجية بشكل كامل، بينما يدفع الشعب اليمني الثمن من أمنه واستقراره ومستقبله.

والأسوأ، أن هذه الشرعية باتت تمثل في غالبيتها لوناً سياسياً واحداً، يخدم مصالح حزبه الضيقة ويتجاهل التعددية والاتجاهات الفكرية والسياسية التي يفترض أن تمثل اليمن بكل أطيافه.
شرعية الخارج لم تعد مجرد قيادة فاسدة ومنفصلة عن شعبها، بل تحولت إلى أداة بيد القوى الإقليمية والدولية التي تتحكم بمسارها وقراراتها، من خلال الدعم المالي والعسكري، أصبحت هذه الشرعية تابعة بشكل كامل، تتخذ قراراتها بناءً على إملاءات تلك القوى بدلاً من مصالح الشعب اليمني.

هذه التبعية جعلت الشرعية فاقدة للاستقلالية الوطنية، وحولت اليمن إلى ساحة لتصفية الحسابات بين الدول، بينما يُترك المواطن اليمني ليدفع الثمن من دمه وأمنه ومستقبله.

 ورغم أن الشرعية يُفترض أن تمثل جميع اليمنيين، إلا أنها باتت رهينة حزب سياسي واحد يحتكر القرار ويقصي بقية الأطياف، حزب “الإصلاح”، الذي يمثل امتداداً لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين الدولي، يهيمن على مفاصل الشرعية بشكل يجعلها غير قادرة على تمثيل التعددية السياسية اليمنية.

هذا الاحتكار جعل الشرعية عاجزة عن بناء تحالف وطني حقيقي يعكس التنوع اليمني، بل على العكس، سعت الشرعية إلى تفتيت المجتمع اليمني من خلال سياسات الإقصاء والمحسوبية، ما أدى إلى تعميق الانقسامات وإضعاف الصف الوطني.

تتلقى القيادات العليا أموالاً هائلة تحت مسمى الدعم والإغاثة، لكنها تُحول إلى حسابات شخصية في الخارج، قضايا الاختلاس والفساد المالي التي طالت شخصيات بارزة أصبحت معروفة للجميع، لكن غياب المحاسبة يجعل هذه الممارسات مستمرة دون رادع.

تم تحويل المؤسسات الحكومية إلى أدوات لخدمة المصالح الشخصية والحزبية، المناصب تُوزع على أساس الولاء للحزب المسيطر، والخدمات العامة أصبحت وسيلة للابتزاز أو الإهمال المتعمد.

وفي الوقت الذي تُدار فيه المؤسسات الأمنية والعسكرية من الخارج، يُترك الجيش اليمني يعاني من نقص في الرواتب والتجهيزات الأساسية، تُصرف الأموال على جنود وهميين، بينما المقاتلون الحقيقيون يُتركون بلا دعم حقيقي لمواجهة التحديات الأمنية الهائلة.

بينما تُنهب أموال المساعدات الدولية وتُهدر موارد البلاد، يعيش الشعب اليمني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

والله من وراء القصد.