هل تنتظر الشرعية صاعقة سماوية؟!
أمام المعطيات الكثيرة التي توالي سردياتها والمتغيرات على كافة المستويات الداخلية والإقليمية والدولية، يتساءل المرء:
ما الذي تنتظره قيادة وحكومة السلطة الشرعية لتحريك المشهد اليمني باتجاه الخلاص من حياة التيه والضباع الذي تدخل البلاد فيه عامها العاشر؟!.
هل تنتظر السلطة الشرعية صاعقة من السماء تقضي على الحوثي ومليشياته؟!.
زمن المعجزات من هذا النوع انتهى.. المعحزة التي يجب أن تتحقق هي بتفجير صاعقة وطنية تهد وتدمر كل الظروف التي تحول دون استعادة الدولة وعاصمتها ومؤسساتها المختطفة منذ عشر سنوات.
كثيرة هي المعطيات التي تصب في صالح قضية استعادة الدولة سواء عن طريق استئناف المواجهات مع المليشيات في كافة الجبهات، أو عن طريق التحرك الدبلوماسي على كافة الأصعدة.
من اهم المعطيات تلك معطى أن مليشيات الحوثي في ضوء المتغيرات في لبنان وسوريا باتت ، أي مليشيات الحوثي، تدرك كل الإدراك في قرارتها أنها اكثر من اي وقت مضى لم تعد تمتلك من عوامل القوة والصمود والثبات ما كانت تمتلكه طيلة السنوات العشر من شنها الحرب على البلاد والعباد، وخاصة بعد الإنهيار الكبير لحزب الله في لبنان، وسقوط نظام بشار الأسد أحد أقوى أذرعة إيران في المنطقة.
المعطى الثاني يتمظهر على الأرض وهو أن المليشيات الحوثية كانت قد بدأت تسحب كثير من قياداتها في العاصمة صنعاء من داخل المؤسسات والحارات وبعض الجبهات وتقوم بتخبئتها خارج العاصمة وفي أماكن مختلفة تحسباً لتعرضها للقصف الذي شنته وتشنه من وقت إلى آخر كل من بريطانيا، وامريكا وإسرائيل.
يضاف إلى جانب ذلك المعطى الذاتي المتمثل بالجوانب المعنوية والنفسية التي أضحت عليها المليشيات الحوثية وقياداتها من حيث الانهيار وحالة التيه وفقدان القدرة على التوازن في كل سلوكياتها سواء في إدارة الأمر الواقع في مناطق سيطرتها، والتي باتت تتسم بالعدوانية، وممارسة الإرهاب كما حدث في قيفة بمديرية رداع، وتكرار كثير من الجرائم في محافظة إب وغيرها من المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
كل الظروف مواتية لسلطة الشرعية باستئناف المواجهات ضد المليشيات الحوثية ، والمؤسف أنها لا تزال تفوّت وتهدر كل الفرص على نحو يبعث الغرابة والقلق في آن واحد.
وعلى فرض أن الشرعية باتت لا تمتلك القرار بشأن استئناف المواجهات او المفاوضات إلا إن هذا اللامتلاك او الانعدامية والفقدانية لا يجب ان يتوقف عند الشرعية كسلطة فاشلة وفاقدة الحيلة.
إزاء هذا العجز يجب ألا تقف المكونات السياسية الوطنية المنضوية تحت إطار الشرعية عند هكذا عجز.. يجب ان تضطلع كل المكونات الوطنية بدورها في قضية استعادة الدولة.
إن كل يوم يمر دون العمل على استعادة الدولة يُمكِّن المليشيات الحوثية أكثر من الفساد والإفساد، وزيادة التعقيدات والصعوبات في انتزاع الدولة منها.