إنهم ينتظرون من ترامب أن يحررهم من الحوثي !!!
من المؤسف أن الشرعية المنقلب عليها من عصابة الحوثي منذ سنوات عدة تجدها اليوم ليس لديها أي توجه حقيقي لإنهاء ذلك الانقلاب المشؤوم الذي أعاد اليمن واليمنيين إلى عهد الإمامة المتخلفة.
ها هو ترامب يُنصّب كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية، وجل هم الشرعية المؤقرة أن تحرك أمريكا قواتها لتحرير اليمن نيابة عنها من عصابة وصفوها بأضعف من خيط العنكبوت.
ما الذي يجري؟!.. لماذا كل هذا التخاذل في إنهاء المشروع الحوثي بوطننا؟.. ولماذا كل هذه الاتكالية وانتظار الآخر أن يأتي ويمسك بزمام المبادرة للتحرير ليمنحنا نصرًا مجانًا يعيد الحالمين إلى القصر الجمهوري؟!.
إنه غباء سياسي وعدم تقدير للموقف الدولي وعدم الاستفادة مما جرى بسوريا التي في يوم وليلة انقلبت على النظام في الوقت الذي كان يعتقد فيه بشار وحاشيته ان تحارب روسيا نيابة عنه ليترك يواجه مصيره منفردا وكان طريق الهروب هو الأسلم حتى يحافظ على رأسه في جسده.
لنا في التحالف العربي تجربة سنوات من القصف والحروب والدمار في الجبهات التي اشتعلت حينها والتغني "قادمون يا صنعاء" وسيطرنا على 80 % من الأرض، وفي الأخير تحوّلت من تقود التحالف إلى وسيط يرفض الحسم العسكري.
اليوم، نُصّب الرئيس ال 47 لأمريكا، والذي وعد بإنهاء الحروب بالشرق الأوسط، والشرعية تعيش الحلم بأن ترامب سوف يحمل سيفه متجهًا إلى صنعاء للقضاء على الحوثي، ولم يسألوا أنفسهم كيف ستنتهي الحرب هل بالحسم العسكري او بعقد صفقة مع الحوثي، وتتحول الادارة الامريكية هي الأخرى الى وسيط يضغط باتجاه السلام المنقوص على حساب الشرعية التي تعتبر الحلقة الأضعف، أصغر مسؤول فيها تاجر حرب يمتص كل ما يدخل خزينة الدولة من أموال وودائع ومساعدات، وأصبحوا بجدارة عبئًا وسببًا في تفاقم الأزمة الاقتصادية وتوسع فجوة الجوع والفقر .
إن حالة الاسترخاء التي تعيشها الجبهات وعدم الاستعداد لأي معركة قادمة ضد عصابة الحوثي والارتهان على الغير سوف يضعفها ويضعها بالمكان التي لا يُرجح كفتها في أي صفقات قد يقوم بها الرئيس ترامب بعقلية التاجر لإنهاء الحرب اليمنية وبما يخدم مصالح امريكا بالمنطقة، وهنا قد تخسر الشرعية الكثير والكثير وتصحوا من أحلامها الوردية على كابوس لتجد نفسها خارج اللعبة في سلام يضعها بالهامش.