Image

"الجابري" من تجارة المعدات الطبية الى المتاجرة بالبشر .. شريك "فليتة" في تجنيد اليمنيين للحرب بأوكرانيا.. خلف القضبان

أكدت مصادر متعددة، استمرار حبس القيادي الحوثي عبدالولي الجابري من قبل السلطات في سلطنة عمان، على خلفية تقارير دولية بشان تورطه بالاتجار بالبشر وتجنيد يمنيين للقتال الى جانب روسيا في اوكرانيا. و اعتقل القيادي بصفوف عصابة الحوثي الايرانية، عبدالولي الجابري من قبل السلطات العمانية، في شهر أكتوبر 2024 وفقًا لتقارير دولية حول تورطه بتجنيد مرتزقة والاتجار بالبشر عبر شركته التي مقرها سلطنة عمان.

وكانت انباء تحدثت عن إطلاق سراحه بوساطة ايرانية وقيادات حوثية، وتم ترحيله الى ماليزيا التي يمتلك فيها قصرا فاخرا.
وكان ناشطون يمنيون تدولوا على مواقع التواصل قبل ايام للجابري يدعي فيه انه في روسيا، فيما تم التأكيد ان التسجيل مضلل تم فبركته من قبل عناصر حوثية.

شركة مشبوهة
ويدير  عبدالولي الجابري احد قيادات عصابة الحوثي، شركة الجابري المسجلة بسلطنة عمان والمسؤولة عن تجنيد يمنيين في الحرب الروسية- الأوكرانية (الاتجار بالبشر) بالشراكة مع القيادي الحوثي ورئيس وفدها المفاوض والناطق باسمها المدعو محمد عبدالسلام فليتة ومجموعته المكونة من عبدالملك العجري واحمد الشامي، فهم شركاء أساسيين معه ومن سهلوا له حتى السفر الى ومن صنعاء عبر الرحلات للطيران العماني.
ووفقا لتقارير معلوماتية، تدير شركة الجابري انشطة مشبوهة ومخالفة مثل تهريب الاسلحة الايرانية للحوثيين، وابرام  صفقات سلاح، والاتجار بالبشر خاصة  اليمنيين من خلال التغرير بهم للقتال  في حرب روسيا وأوكرانيا.
قام الجابري بعمل شركة الجابري للتجارة العامة والاستثمار وتعمل نحت غطاء تجارة الاجهزة الطبية.
ظهر اسم شركة الجابري مؤخرا في عدة تقارير دولية ومنها ما صدر السبت عن مركز تتبع الجريمة المنظمة والفساد العابر للحدود OCCRP ببريطانيا بأن الشركة ساهمت في تجنيد عدد من اليمنيين في الحرب الروسية الأوكرانية ، وظهرت خلال الأيام الماضية كثير من الفيديوهات لهؤلاء المجندين والذين كانوا مستائين من الوضع ويتحدثون عن انهم ذهبوا كحراسات امنية وليس للمشاركة بالحرب وانه لم تدفع مستحقاتهم كما تم الاتفاق عليه. (وهذا يدخل ضمان الاتجار بالبشر).
وأسّس عبد الولي الجابري شركة في عُمان تحت اسم شركة الجابري للتجارة والاستثمار (ش.ِش.م) بسجل تجاري رقم (1450240)، وتحمل الرقم الضريبي (1830627) على أنها شركة استيراد معدات طبية، قبل أن يكشف المجندون نشاط الشركة الحقيقي في تجنيد العاطلين من العمل والفقراء إلى روسيا.
اللافت أن تاريخ تأسيس الشركة لم يذكر؛ وذكر عنوانها الرئيسي في عقد بين الشركة وأحد المجندين في صلالة بمحافظة ظفار، غير أنه في عقد آخر ذكر أن مقرها الرئيسي مسقط، تعزز هذا الظن شهادة مواطن يمني مقيم في مسقط بأن شركة الجابري لم يكن لديها أصلًا مقر رسمي.

من هو الجابري 
يعد عبدالولي عبده حسن الجابري، احد ابرز قيادات عصابة الحوثي التي تدير بالشراكة مع محمد عبدالسلام فليتة تجارتها القذرة التي ترتكز على الاتجار بالبشر وتهريب السلاح والمخدرات والعمل في تجارة الدعارة.
والجابري المحكوم بالإعدام من قبل الشرعبة اليمنية،  هو عضو مجلس نواب من دورة 2003، و قائد للواء 115 مشاة التابع للحوثيين، وينتحل رتبة عميد، وحوكم من قبل الشرعية غيابيا.
انتقل بعد ذلك عبدالولي الجابري الى سلطنة عمان وبتنسيق مع عبدالسلام فليته ، وعبدالملك العجري واحمد الشامي المنسق التجاري للحوثيبن (والذي تقوم الايادي الناعمة للحوثي بإظهاره بأنه شخص حيادي).
لديه ابن يدعى مشير مقيم ويشتغل بماليزيا وعنده قصر فاخر في منطقة سردانج  بكوالالمبور في ماليزيا. ولديه لجوء سياسي في هولندا.

نشاط ضد اليمنيين 
وابرز الجرائم التي يرتكبها الجابري بحق اليمنيين، هي التغرير بهم للقتال في اوكرانيا لصالح الجانب الروسي،  حيث تداول يمنيون أواخر سبتمبر من العام الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو نشرها مجندون في جبهات القتال الروسية، وآخرون ظهروا كعمال سُخرة يُجبرون على حفر الخنادق لساعاتٍ طويلة من دون استراحة، ويناشدون الحكومة المعترف بها دوليا إعادتهم إلى اليمن.
وعلى وقع المعاملة السيئة التي يتعرضون لها يفر بعض المغرر بهم نحو الغابات وآخرين ينتحرون، فيما البقية يتعرضون للضرب المبرح ومهددون بالتصفية.

طرق التغرير
ومارست شركة الجابري وفليتة، عمليات تغرير مضللة على اليمنيين، حتى جعلتهم يحلمون بعمل ومستقبل أفضل إثر وعدهم بالمال والجنسية الروسيّة، بيد أنهم علقوا في قلب معركةٍ ليست معركتهم وعلى أرضٍ ليست أرضهم، ولم تبقَ لهم أمنية سوى العودة إلى اليمن.
بعض المغرر بهم ممن لا يزالون في معسكرات الاستقبال، وجهوا رسائل صوتية عبّروا فيها عن خوفهم من تلقيهم تهديداتٍ يومية من شخص يدعى الزريقي مندوب شركة الجابري في روسيا، منذ ورود اسمه في التقارير الإعلامية كأحد السماسرة الذين خدعوا الشباب، بسجنهم، ويحذرهم من ذكر اسمه أو التحدّث إلى الإعلام. يقول عادل: “هاني أبلغ عنا المخابرات والشرطة الروسية، وحرّضهم علينا، إذا غبت اعلموا أنه حبسنا أو اقتادنا عنوة إلى الجبهة”.
ولدى الجابري سماسرة ينشطون في دول الخليج واليمن، بينهم شقيقه (عبد الواحد الجابري) في تعز ونجل شقيقه في صنعاء صدام الجابري ولديهم سماسرة محليين في المدن والأرياف، منهم هاشم الغرباني الذي تم تداول اسمه حديثًا بين المجندين، وأفاد المجند (أكرم) بأن الغرباني أخذ جوازات سفر أربعة أشخاص في عُمان لاستخراج تأشيرات سفر لهم إلى روسيا. تواصلنا بالغرباني عبر تطبيق واتسآب مدّعين رغبتنا في السفر إلى روسيا، لكنه بدا حذرًا، ورفض الإدلاء بأية معلومات عن التجنيد ومكان وجوده.
وعلى الرغم أن العقود بين شركة الجابري وبين المجندين توضح أن غرض السفر هو البحث عن وظائف وليس العمل كمجندين، دافع الجابري عن نفسه في تصريح إعلامي لمؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد (occrp)، قائلًا: “كل المجندين كانوا يعلمون أنهم ذاهبون إلى القتال”.

الجابري مجرم دولي
وطبقًا للقوانين الدولية والمادة الثانية من اتفاقية مناهضة تجنيد المرتزقة، يعد الجابري “مجرمًا”، إذ تنص المادة على أن “كل شخص يجند أو يستخدم أو يمول أو يدرب المرتزقة، وفقًا لتعريفهم الوارد في المادة (1) الاتفاقية، يرتكب جريمة بحكم هذه الاتفاقية”.
في الاثناء لا توجد قوانين وطنية تجرّم الإتجار بالبشر، لكن اليمن مصادق على الاتفاقيات الدولية، وتؤكد المادة السادسة من الدستور “العمل بميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق جامعة الدول العربية وقواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة”.