نصيحة مختصرة لحزب التجمع اليمني للإصلاح في اليمن

09:47 2025/01/05

تابعت ومعي ابناء الشعب اليمني ردة الفعل المتشنجة والجنونية الصادرة من  كتاب وقيادات حزبكم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والذين اتهمونا زورا بشق الصف الوطني ، واقصد بذلك الحملة التي تقودها خلايا الذباب الإلكتروني التابعين لحزبكم (التجمع اليمني للإصلاح)طوال هذه اليومين بسبب تصريح لنا جددنا فيه مطالبتنا المحكمة الجنائية الدولية فتح التحقيق في جريمة الاعتداء الإرهابي على مسجد دار الرئاسة في اليمن، وهي  اتهامات باطلة وكاذبة ، بل وتؤكد صحة الاتهامات الموجه  أصلا إلى حزبكم بالتورط في هذه الجريمة الارهابية الخطيرة  وتوسع من دائرة اتهامكم بالتورط في دعم الارهاب والعنف .

ونحن هنا سوف نكتفي بالرد  عليكم قولا واحدا  :ان مطالبتنا المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي  بإكمال التحقيق في هذه القضية هو مطلب منطقي ودستوري وأخلاقي وقانوني محلي ودولي و لا نهدف منه إلى شق الصف الوطني اليمني الداخلي والذي هو ممزق منذ حصول هذه الجريمة الارهابية وتداعياتها الناتجة من عدم ادانة حزب الإصلاح  لها ، بل اننا نهدف من طلبنا اعلاه تحقيق العدالة والوصول إلى محاسبة مرتكبي هذه الجريمة الإرهابية التي هددت أمن اليمن  واستقراره واسقطت دولته وخلقت كل هذه الفوضى الموجودة  وكما نصت عليها قرارات مجلس الأمن الدولي الملزمة التنفيذ على الحكومة اليمنية العضو في الأمم المتحدة . وبالتالي فان تحقيق العدالة الدولية في هذه القضية هي الأساس الحقيقي للوحدة الوطنية واستعادة الدولة وتوحيد الصف ، وأي محاولة من قبل بعض المغفلين والأجراء من الكتبة لتسييس هذا المطلب لن تخدم سوى من يريدون طمس الحقائق وإفلات الجناة من العقاب وتكشف خوفهم من تحقيق العدالة ضد المتورطين في هذه الجريمة الارهابية . فنحن مع استعادة وطن يسوده القانون والعدالة ، وضد الإرهاب بكل أشكاله.

ان عدم ادانتكم  الجرائم الارهابية الخطيرة كجريمة مسجد الرئاسة والتي أصابت اليمن في مقتل وتشجيعكم لها وانتم تعلمون ان رئيس الدولة الحالي الذي تشاركون فيها هو د رشاد العليمي احد ضحايا هذه الجريمة الارهابية والناجين منها وغيره المئات من كبار قيادات الدولة مصابين حتى اليوم منها ، هو امر لا شك سيؤدي إلى تفاقم الانقسامات وزعزعة استقرار المجتمع اليمني وشق الصف الوطني ، بينما ان تطبيق العدالة وإدانتكم للجريمة سيسهم في تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية . فالجرائم الإرهابية المدانة بقرارات دولية صريحة لابد من ادانتها والتبرؤ ممن ارتكبوها واتخاذ موقف علني يدين هذه الجريمة من حزب التجمع اليمني للإصلاح وهو ما ننتظره منكم لابعاد التهمة عنكم كحزب سياسي يمني كما تزعمون وانكم ليس فرع لتنظيم الاخوان المسلمين الارهابي في اليمن والذي ارتكب هذه الجريمة بالشراكة مع ميليشيات اخرى وجميعهم نفذوها بتمويل خارجي ، فالإرهاب والتطرف لا يستهدف جهة أو فردًا معينًا، بل يهدد الوطن بأسره ، ولذلك فإن التصدي له وإدانته وتحقيق العدالة لضحاياه واجب وطني لا يقبل المساومة ولا تسقط جرائم الارهاب بالتقادم . والمحكمة الجنائية الدولية ليست تهديدًا للسيادة الوطنية لان حزبكم هو من طلب وأيد قرار ادخال اليمن تحت الفصل السابع والوصاية الدولية ومن كان سببه منه فهدر  ، ولأن المحكمة الجنائية الدولية هي جهة قانونية دولية مستقلة تحقق في الجرائم الارهابية الخطيرة التي تعجز السلطات المحلية عن التعامل معها ، وبالتالي ليست أداة للتدخل في الشؤون الداخلية.

اننا كشعب يمني ننتظر منذ 13 سنة مضت على هذه الجريمة الأرهابية صدور موقف رسمي واضح من حزب الإصلاح في اليمن يدين هذه الجريمة الارهابية وفاعليها  ، وهذا الموقف سيكون هو بداية الطريق الجادة لتحقيق المصالحة الوطنية اليمنية والانطلاق نحو المستقبل وبخطوات واضحة ، وليس كما تتوهمون من خلال الهجوم بالذباب الإلكتروني وتسليط بعض سفهاء الحزب وكتابه على من يطالبون بالعدالة الدولية في هذه الجريمة التي دمرت اليمن . 

فإذا كان حزب الإصلاح جادا في تحقيق المصالحة الوطنية ووحدة الصف الوطني لاستعادة اليمن كما يزعم  (وأشك في ذلك) فننتظر منه اصدار بيان يوضح ادانته لهذه الجريمة الارهابية والتبرؤ من فاعليها وإدانة من قاموا بعقد صفقة تهريب المتهمين الموثقة و بشكل واضح وبدون تلكؤ ولا مراوغة كما في السابق ، وهنا سوف يكون الحزب محل تقدير واحترام وقبول من كل القوى السياسية وضحايا الجريمة وعلى رأسهم الرئيس الضحية الدكتور رشاد العليمي شفاه الله وعافاه ، وسيكون حزبكم في هذه الحالة قد اغلق على نفسه باب تهمة شق الصف الوطني ونفى عن نفسه تهمة ممارسة الارهاب والتطرف والعنف كوسائل في سبيل وصوله إلى السلطة . ومالم يصدر منه هذا الموقف الواضح ، فسوف تبقوا  امام الشعب اليمني والعالم كله كحزب واعضاء المتهم الرئيسي في ارتكاب هذه الجريمة الارهابية (مع شركائه وداعميه ) التي دمرت اليمن وتسببت في احداث كل هذه المعاناه للشعب اليمني وسيتحمل حزبكم مسؤولية الجريمة ومسؤولية شق الصف الوطني وتأخير انجاز اي مصالحة وطنية حقيقية وتأخير تحرير اليمن واستعادة دولته . وهذه نصيحتنا لكم علكم تسمعون النصح ونلقى فيكم رجلا رشيد كما يقال . 
اللهم هل بلغت ،، اللهم فأشهد !!!