اليمن عام 2025: وطن يصر على البقاء وسط العواصف وإرادة شعب تتحدى أزمات السياسة والاقتصاد
بينما يمر العالم بتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية متسارعة، تظل اليمن تعيش في واقعها الصعب الذي لم يتغير كثيراً على مدى العقود الماضية، المواطن اليمني، بابتسامته الثابتة على وجهه، يعكس قوة صمود لا تضاهيها قوة، هذه الابتسامة التي تخفي خلفها قصصا من المعاناة والكفاح اليومي لتأمين أساسيات الحياة، تعكس روحا لا تنكسر مهما كانت التحديات.
ففي قلب وطنٍ مثقل بالأزمات والمآسي، يبرز المواطن اليمني كأيقونة للصمود والإرادة، رغم عقودٍ من التحديات والانكسارات، ولكن ما زالت الابتسامة على وجوه اليمنيين تعكس قوة داخلية تُحير العالم..
على الرغم من أننا في عام 2025، عام يعج بالطموحات نحو مستقبل أفضل، لا تزال السياسات الحاكمة عاجزة عن منح المواطن اليمني كرامة حقيقية أو حياة كريمة، الآلة السياسية، بمكوناتها المختلفة، تبدو متجمدة أمام آمال الناس، تاركة الشعب يعاني من تدني الخدمات الأساسية واستمرار الاعتماد على المساعدات الإنسانية التي باتت جزءا لا يتجزأ من حياة العديد من الأسر.
مع دخول عام 2025، تستمر اليمن في مشهدها المألوف، شعبٌ يبحث عن لقمة عيشه وسط أزمات اقتصادية متفاقمة، وسلطة سياسية غارقة في نزاعاتها بعيدا عن هموم الناس، ورغم التحولات العالمية والإقليمية، يبدو أن الطموحات الوطنية لا تزال مؤجلة، حيث تتجاهل المكونات السياسية مسؤولياتها تجاه الإنسان اليمني وكرامته.
إن ما يثير الاستغراب هو أن اليمن، الذي يطفو فوق بحيرات من الثروات الطبيعية والباطنية، يعيش سكانه على حافة الفقر المدقع، في ظل ثروات كهذه، من الطبيعي أن تكون البلاد في مصاف الدول المزدهرة، لكن السياسات الخاطئة والتناحرات السياسية أجهضت أي محاولة للنهوض.
فعلى الرغم من أن اليمن يمتلك ثروات هائلة تحت سطحها، إلا أن هذه الموارد لم تُترجم إلى حياة كريمة لمواطنيها، بل المساعدات الإنسانية، التي أصبحت شريان حياةٍ لكثيرٍ من الأسر، تُظهر المفارقة العجيبة التي يعيشها هذا البلد: غنى في الموارد وفقر في التخطيط والإدارة.
فرغم كل هذا، يبقى اليمن عصيا على الانهيار، بجنوبه وشماله، بتنوعه الثقافي والاجتماعي، لا يزال يشكل وحدة تصارع ضد كل الظروف القاسية، قد يعاني المواطن من فقدان الخدمات أو حتى الشعور بالاستقرار، لكنه لم يفقد إيمانه بالوطن، الشعب اليمني يثبت يوماً بعد يوم أن المبدأ الوطني أقوى من كل الأزمات، وأن الإرادة لا تعرف الاستسلام.
لكن رغم كل هذا، يبقى اليمنيون رمزًا للتحدي، إنهم يواجهون يومهم بإرادة فولاذية لا تهزم، متحدين الظروف السياسية والاجتماعية، الجنوب والشمال، بكل تفاصيلهما، يمثلان نسيجا واحدا يتحدى الزمن بكل عنفوان، قد ينهار النظام الاقتصادي أو تتفكك البنى التحتية، لكن المواطن اليمني يظل ثابتاً في مواقفه ومبادئه، رافضا التنازل عن حلم وطن قوي ومستقل.
إن ما يحتاجه اليمن اليوم ليس فقط تغييرات سياسية أو اقتصادية، بل نهجا جديدا يستثمر في الإنسان اليمني أولًا، يجب أن تستغل الثروات لبناء دولة قادرة على تحقيق رفاهية شعبها، وأن تُمنح الأولوية لإعادة بناء الثقة بين السلطة والمواطن، وإن استشراف رؤية سياسية واقتصادية مستدامة هو مفتاح الخروج من هذا النفق المظلم.
ما تحتاجه اليمن اليوم هو إرادة سياسية حقيقية تسعى لتحويل الثروات إلى تنمية، والأزمات إلى فرص، لأن الاستثمار في الإنسان اليمني هو الطريق الوحيد لبناء دولة تعيد للمواطن كرامته وتوفر له احتياجاته الأساسية، مع وجود قيادة حكيمة وبرامج إصلاحية شاملة، يمكن أن تستعيد اليمن مكانتها كدولة قادرة على الازدهار وتحقيق طموحات شعبها.
بالأخير اليمن ليست مجرد جغرافيا أو موارد، بل هي إرث حضاري وشعب يثبت كل يوم أن النهوض من الركام ليس مستحيلًا، في عام 2025، قد يكون الحاضر مريرا، لكن الأمل في الغد يبقى شعلةً لا تنطفئ في قلوب اليمنيين، الذين يؤمنون بأن النصر الحقيقي هو في بناء وطنٍ يليق بتضحياتهم وأحلامهم.
في النهاية، اليمن ليست مجرد وطن يعيش فيه الناس، بل هو فكرة تتجلى في صمود شعبها، وإرادة لا تنحني، وطموح لن يتوقف حتى يتحقق الحلم.