لم يكن يستحق كل ذلك الجحود
صحيح أن الجحود والنكران ميزتان في بني الإنسان، ولكن أن يبلغ الجحود منتهاه، فذلك قمة التوحش والخذلان.
وأن يعيش رئيس متفانيًا لخدمة وطنه أرضًا وإنسانًا، ويعمل على رُقيه، ونهضته، ونمائه، يبني ويُعمِّر ويرسي مبادئ الديمقراطية والثورة والجمهورية. يربي أجيالًا ويُعلِّمهم الولاء والوطنية والحكمة، وكيف يكونون أوفياء لتربة وثرى وطنهم، وفي لحظة جحود ينسفون كل ذلك التاريخ من الوطنية، وينساقون وراء أحزاب اللقاء المشترك وغيرهم ممن ألفوا التبعية والخيانة وانقادوا وراء مؤامرات تدمير بلادهم مع قوى إقليمية ودولية كل هدفها تمزيق اليمن شر ممزق، فذلك هو النكران العظيم. على الأقل كان عليهم أن يتذكروا له حتى ولو شيئا بسبطًا جيدًا عمله لهم في حياته، لا أن يتنكروا له بذلك الشكل الفج.
علي عبدالله صالح فعل للبلاد ولليمنيين أكثر ما بوسعه، وانحاز لهم ولقضاياهم وواقعهم المعيشي والتعليمي والتربوي والاقتصادي والسياسي، علَّم وربى ووفر كل مقومات الكرامة اليمنية، ولكن ماذا كانت النتحية من تلك الأحزاب المعارضة؟، كانت الجحود والنكران والتآمر والتفجير ولم يسلم منهم حتى بيت الله الحرام وفي الشهر الحرام في جمعة رجب أثناء الصلاة، ووضعوا أيديهم في يد الأوغاد من حوثي ومن إخوان ومن عملاء، وأثبتوا أنهم جاحدون، أراد لهم علي عبدالله صالح الحياة وأرادوا له الموت.
حقيقة، لم يكن علي عبدالله صالح يستحق كل ما فعلوه، حتى وإن كانوا معارضين، كان عليهم الخصومة بشرف وليس بفجور وتوحش، كما فعلوا من 2011 حتى يوم استشهاده بالنهاية تلك المؤلمة التي قادها أذناب إيران ومن والاهم.. لم يقيموا وزنًا لما فعله معهم خلال 33 سنة من حكمه، أمَّن البلاد والشعب وبنى وطن كان الجميع يهابه، وليس وطنًا مرهونًا للأعداء، لا سيادة له، لا برًا ولا بحرًا ولا جوًا ويعيث فيه الأوغاد الفساد.