تفجير جامع دار الرئاسة .. جريمة إرهابية
قبل 14 عامًا، وفي أول جمعة من شهر رجب الحرام 1432هـ، الموافق 3 يونيو2011م، أرتكبت أحزاب وجماعات الربيع الإرهابي أبشع جريمة شهدتها الجمهورية اليمنية..
حيث قامت قوى الشر الإجرامية والإرهابية بتفجير جامع دار الرئاسة في العاصمة صنعاء أثناء تأدية رئيس الجمهورية السابق على عبدالله صالح ورئيس مجلس الشورى والنواب والوزراء وكبار قيادات الدولة المدنيين والعسكريين صلاة الجمعة، مما أدى إلي استشهاد رئيس مجلس الشورى -عزيز اليمن- الشهيد عبدالعزيز عبدالغني، وعدد من القيادات المدنية والعسكرية وإصابة رئيس الجمهورية السابق وباقي قيادات الدولة المتواجدين معه داخل الجامع بإصابات خطيرة.
في ذلك التاريخ، وصلت الأحزاب والجماعات الدموية الغير مرغوب بها شعبياً إلى قناعة تامه مضمونها أنه لا سبيل لها في الوصول إلى الحكم والسيطرة على الثروة والسلطة عبر الطرق الديمقراطية والشوروية، كونها لا تحظى بتأييد الشعب اليمني، وأن الطريق الوحيد لها هو عبر البارود وأنهار الدماء وعبر القضاء على قيادات الوطن الشرعية، السياسية، والعسكرية..
وفي ذلك اليوم، تجرَّدت قوى الشر والإجرام من كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والوطنية، وعقدت العزم على تنفيذ تلك الجريمة الإرهابية، والشروع في سفك الدماء، وإدخال الوطن في دوامة الصراع والحروب، دون أن تراعي حرمة قتل النفس، ولا حرمة يوم الجمعة، ولا حرمة الأشهر الحرام، وأقدمت على تنفيذ تلك الجريمة البشعة لتجعل من تلك المناسبة الدينية ذكرى إجرامية ومأساوية وكارثية..
وقد جاءت هذه الجريمة في ظل وضع الفوضى الذي أشعلته وقادته قيادات التنظيمات الإرهابية الممولة من الدول الراعية والداعمة للربيع العبري وللإرهاب العالمي التى عبثت بالبلاد، ودمَّرت مؤسسات الدولة، وأثارت الشغب، والعنف، والعداوة، وصنعت المآسي في كل جوانب ومجالات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتنموية، وحتى الدينية التى تجسَّدت في تفجير أحد بيوت الله، واستهداف المصلين المسلمين وهم يؤدون صلاة أول جمعة من شهر رجب الحرام.
وتُعدُّ هذه الجريمة بداية المؤامرة الدموية لتدمير الوطن، واغتياله، وإدخاله في نفق مظلم،
ويوم سقوط الأقنعة الزائفة عن أدعياء الدين، واليوم الذي مهَّد للانقلاب، والاقتتال، ولهذا الوضع الكارثي والمميت الذي نعيشه.