حرب الشائعات هى الأخطر على أمن الوطن

01:52 2024/12/31

حرب  الشائعات لا تقل فى خطورتها عن الحرب التدميرية التى يشنها الاحتلال والمليشيات المدعومة من الخارج، بل هى الحرب الأسرع والأقوى فى تأثيرها على المواطنين، وخصوصًا أن الشعوب العربية شعوب عاطفية بفطرتها، ولذلك فهى أرض خصبة لزرع الشائعات.

كما تستهدف الشائعات أمن وسلامة الوطن وتهدف إلى  إثارة الفتن والفوضى في المجتمع بهدف تفكيك الروابط التى تربط أفراد الشعب الواحد خاصة في ظل التوترات الإقليمية الحالية.

ومع التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، أصبحت حرب الفبركة والتلاعب بالصور والفيديوهات والمستندات من أدوات الحرب الإليكترونية التى يستخدمها العدو للإطاحة بأعتى الأنظمة ويتم استخدامها فى إسقاط الدول وجيوشها بمنتهى البساطة .

تُشكَّل الشائعات تهديداً مباشراً لأمن واستقرار الدول العربية، وخصوصًا أن هذه الشائعات تستهدف الأجهزة الأمنية والجيوش النظامية بهدف الإطاحة بها لكى تتمكن المليشيات الإرهابية من الوصول إلى الحكم، وذلك بدعم القوى الخارجية التى تخطط للاستيلاء على ثروات الدول العربية، وتهدف إلى الهيمنة على كافة موانيها ومواقعها الاستراتيجية الهامة. بالإضافة أن الشائعات تؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني بشكل غير مباشر بهدف إضعاف الدول أمام حزمة من التحديات.

كما تعمل على  تضليل الرأي العربي العام وإثارة الذعر والمخاوف بين الشعوب داخل بلادهم، مما يؤثر على الثقة في مؤسسات الدول العربية وقدرتها على مواجهة التحديات.

ولا بد من مواجهة الشائعات بحزم وتوفير المعلومات الصحيحة والدقيقة للمواطنين عبر وسائل الإعلام الرسمية للدول.

إن لوسائل الإعلام دور بارز في التصدي لهذه الظاهرة التى ساعد على انتشارها مواقع التواصل الإجتماعي، والتى ساعدت على سقوط معظم الدول العربية فى براثن الإرهاب فترة ما تسمى بثورات الربيع العربي، والتى ساعدت على نشر الفوضى الخلاقة تحت مظلة الحرية والديمقراطية.

فدور الإعلام هذه الفترة فى التصدي للشائعات أصبح واجب وطني مقدس، وعلى جميع الإعلاميين نشر الوعي وتعزيز الثقة في الدولة.

وأدعو المواطنين بكافة الدول العربية  إلى عدم الانسياق وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة التى تنشرها صفحات مأجورة وممولة عبر التواصل الاجتماعي، وعلى المواطنين الاعتماد على المصادر الرسمية للدولة في متابعة الأخبار والتطورات دون الالتفات لغيرها.