هدايا الحوثي للكيان الصهيوني

08:25 2024/12/30

دعونا نتحدث بالعقل والمنطق وليس بالعصبية العمياء التي افقدتنا كثيرًا من المصالح والقيم الأخلاقية، فمنذ عشر سنوات ونحن ننصح الحوثيين ان الانجرار وراء الفرس له عواقب وخيمة ولكنهم لا يسمعون و لا يرون لأنهم انغمسوا في العمالة مع ايران بحيث لا رجعة عن ذلك.

يدرك اليمنيون أنه لم يخطر ببالهم يومًا من الأيام ما يحدث اليوم من تكالب العالم تجاه بلادنا لتدميرها وقتل شعب بأكمله جراء عمالة أحد الأذناب الطاغية من السلالة المستبدة بحق الشعب اليمني في الحياة.

لم يخلد في خاطر أحد لان ياتي يوم لتكون إسرائيل وبوارجها وبحريتها تسيطر على مياهنا الإقليمية، وطائراتها ومُسيَّراتها على أجوائنا وسمائنا، وتتمردع كما تريد، لا يردعها أحدًا، لأننا أصلًا لا نملك قوة ردع بحرية أو جوية لأن الحوثي دمَّر كل شيء في حروبه.

ظلت اسرائيل منذ عام 1967، تحلم بالتواجد في البحر الأحمر حتى بقطعة بحرية واحدة، واليوم وبفضل الحوثي أصبحت تتواجد بكل قطعها البحرية في البحر الأحمر وقرب جزره،  ولها معسكرات في دول القرن الأفريقي، ولا يجرؤ أحد أن يقول لها "لمي نفسك واطلعي من البحر الاحمر"، لأنها أمام العالم مُعتدى عليها من الحوثيين.

يدرك الجميع ان خروجها من مياهنا الإقليمية والبحر الأحمر، يراد لها  دولة وطنية ذات سيادة، ولا أشك نهائيا بأنها قادمة لا محالة، وسوف يتطلب ذلك سنوات، إما عبر القنوات الدولية او بالحرب البحرية. أما الحوثيين إن لم نتدارك الحل سريعًا معهم، سوف نجد إسرائيل، قد احتلت جزرًا يمنية تحت مبرر أمنها القومي، وهنا سوف يكون تهديدًا لليمن على الأمد الطويل وللأمن القومي العربي.

أما هدية الهدايا التي قُدمت لإسرائيل من الحوثيين، هى قفز عبده حيرو "الحوثي" ، ما ان ينشغل العالم بمجازر الصهاينة في حق اخواننا في غزة، يلفت نظر العالم من غزة صوب عمالته عبر اعماله التي ليس لها تأثير مباشر او غير مباشر ولا حتى محدود بإسرائيل او غيرها في البحر.
كذلك في لبنان، ما إن ارتفعت أصوات العالم منددة بمجازر ودموية الصهاينة ضد الاشقاء اللبنانيين، غير وقفز الحوثيون مسرعون للتخفيف عن اسرائيل، وفي احتلالها لأجزاء جديدة في سوريا وقرارها ضم الجولان واجزاء من القنيطرة واعتلائها لجبل الشيخ، وما ان استنكر العالم  حتى هرول الحوثيون للفت أنظار العالم صوب مكان آخر.

إن الحوثيين قدموا هدايا استراتيجية للصهاينة فقد جعلوا أحرار العالم يتوقفوا عن المظاهرات و ممارسة الضغط على اسرائيل، والتسابق لتقديم قادتها كمجرمين حرب، الى النظر إليها على انها دولة مُعتدى عليها من قبل الحوثيين ومن حقها الدفاع عن نفسها وشعبها.

العالم كاد أن يصل إلى قناعة بأن إسرائيل دولة عنصرية ومجرمة، ودولة احتلال وعابثة بأرواح البشر، لولا  خدمة الحوثي بأفعاله الغير مدروسة التي جاءت لتزيل حبل المشنقة عن قادتها، نفذت اسرائيل كامل مخططاتها في غزة وجنوب لبنان وسوريا، وبفضل الحوثي تحوًلت من معتدية الى دولة معتدى عليها ومن حقها الدفاع عن نفسها، تحت مبرر أمنها القومي، ولذلك سوف يظل اليمنيون يعانون الكثير.

وفوق كل ذلك، تعالت الأصوات الرافضة لمنح اسرائيل قروضًا ومساعدات عسكرية في الولايات المتحدة الامريكية، وبفضل الحوثي صمتت تلك الأصوات، وتعالت أصوات حماية إسرائيل من اعتداءات الحوثيين البحرية والجوية بمنحها مساعدات وهبات مالية وعسكرية من عدة دول كانت بدات تحجم عن تقديم المساعدات لها نظرًا لانها دولة متعدية.