الحوثي وإسرائيل .. تخادم مشترك لتدمير اليمن

01:09 2024/12/30

لا يختلف اثنان على أن عصابة الحوثي تسير باليمن نحو صراع لا تبدو له نهاية، ونفق مظلم لا آخر له، حيث تعكس تهديداتها صدى عنتريات مشابهة لما عرفناه من حسن نصر الله وقاسم سليماني و من اليهم.

يدرك العقلاء أن الكيان الصهيوني عدو تاريخي للعرب لكن مواجهة هذا العدو تتطلب دولة وطنية قوية تمتلك عناصر التنافس في التنمية، والاستقرار السياسي، والقوة العسكرية الرادعه للعدوان. 
هنا يظهر عجز الحوثيين كونهم مليشيا ولا علاقة لهم بالدولة ولا بهذه العناصر ، ورغم إطلاقهم عدة صواريخ لكنها لم تسفر عن مقتل أي جندي إسرائيلي، بينما أودت ضربتان إسرائيليتان بحياة 13 حوثيًا ، وأثرت على الآلاف من اليمنيين، مدمرة البنية التحتية ومفاقمة معاناة الشعب وايران سوف تترك الشعب اليمني يواجه المجتمع الدولي بعد ان جعلت ذنبها يستدرج القوى العالمية للبحر الاحمر.

اليمن، اليوم يواجه تحديات معقدة كثيرة ، وصراعًا إقليميًا بين إسرائيل وإيران و دوليا بسبب قرصنة الحوثيين في البحر الاحمر.

 وفي هذا السياق، تغيب الإرادة الوطنية الصادقة عند الحوثيين باعتبارهم أحد أذرع ايران يأتمرون بأمرها وليس لهم اي علاقة بالصراع العربي الاسرائيلي ولا بالقضية الفلسطينية التي يتخذونها مجرد شعار تنفيذًا للمشروع الفارسي بمنطقة الشرق الأوسط.

في السنوات الأخيرة، تراجعت صورة إسرائيل على الساحة الدولية. لأول مرة ، نراها اليوم تواجه محاكمات دولية ومذكرات اعتقال ضد قادتها بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية، ومع ذلك استخدمت إسرائيل هجمات الحوثيين ، رغم عدم فعاليتها، لإعادة صياغة مفهوم "الدفاع عن النفس"، مما منحها مبررات قانونية وأخلاقية لتحركاتها العسكرية و لتجميل صورتها القبيحة.

لجوء إسرائيل إلى مجلس الأمن ومحاولتها إدراج هجمات الحوثيين في أجندته يهدف إلى خلق غطاء قانوني لتصرفاتها، رغم عنف الرد العسكري وعدم تناسقه مع التهديد الحوثي المحدود.
بهذه الاستراتيجية، تتمكن إسرائيل من حشد تحالفات دولية وإقليمية تبرر أفعالها، وتحميها من الانتقاد اذا ما مارست عربدتها بالمنطقة و في اليمن تحديدا ضد شعب لا يملك ادنى المقومات العسكرية المقاومة فقد انهكة الحوثي لخدمة ايران.

من جهة أخرى، أصبح الحوثي سلطة أمر واقع في اليمن، لكنها فشلت في أداء أبسط مهام الدولة ، وبدلاً من توفير الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم ودفع الرواتب، انشغلت بتسليح وعسكرة الحياة اليومية وتوجيه الموارد إلى الحرب وقتل اليمنيين واستدعاء الطيران الأمريكي-الإسرائيلي لتدمير البُنى التحتية في اليمن.

في ظل هذا الأداء المتعثر، تستمر الجماعة في تبرير إخفاقاتها بحجة الحرب، ما يفاقم معاناة اليمنيين ويؤخر تحقيق السلام والتنمية.

اليمن، اليوم بين مطرقة الحوثيين وسندان التدخلات الإقليمية، في وقت تزداد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
لذا، فالحل يتطلب من الشرعية إرادة سياسية حقيقية، او قيادة وطنية من الصف الجمهوري تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، بعيدًا عن الأجندات الخارجية والصراعات العبثية التي تقود البلد إلى المجهول.