شراكة الحوثي والكيان الصهيوني في تدمير المقدرات اليمنية

09:14 2024/12/29

لم تكتفِ مليشيا الحوثي الانقلابية بتدمير اليمن وإهلاك الشعب اليمني طيلة العشر السنوات السابقة ، وإنما ذهبت إلى استدعاء عدوان خارجي وتحالف أمريكي-غربي-صهيوني لمشاركتها في تدمير ما تبقى من مقدارات وموارد الوطن وبنيته التحتية.

ففي الوقت الذي تضاعفت فيه الأزمات والمعاناة الاقتصادية ، والإنسانية ، والمعيشية ، وتوقفت العمليات العسكرية الداخلية والخارجية ، وانتهت المبررات الحوثية الرامية إلي مواصلة الفوضى ، الخراب ، الدمار ، الكبت ، الاستبداد ، والعنصرية ، تغيرت المعادلة السياسية ، وتوجَّه الشعب لممارسة الضغوط على  قيادات العصابة الحوثية العنصرية والطائفية ، وطالبها بتوقيف انتهاكاتها ، وجرائمها ، وممارستها العبثية ، والدخول في عملية سلام حقيقية ، فشعرت القيادة الإيرانية بقرب زوال عصابتها الحوثية التى لا تستطيع العيش والبقاء إلا في أوضاع الخراب والدمار والحروب العبثية ، فبحثت عن حبال لإنقاذ عصابتها السلالية من الغرق ، ومساعدتها في البقاء ، وإطالة أمد مشاريعها الإجرامية والتخريبية ، فوجدت قضية العدوان الصهيوني على غزة ، فاستغلتها لتحقيق أهدافها التدميرية ، وأهداف الكيان الصهيوني ، وبعض الدول الإقليمية والخارجية العدوانية التى ترغب في تقسيم اليمن ، وإضعافها ، وتدمير مقدراتها الاقتصادية ، والتنموية ، والخدمية.

ولتحقيق هذه الأهداف الإجرامية تلقَّت العصابة الحوثية الدعم من طهران التى زودتها بالطيران المُسيَّر والصورايخ البالستية وصواريخ الفرط الصوتي الروسية ، وأصدرت لها الأوامر بتفجير الأوضاع بالبحر الأحمر ، والبدء بعملية القرصنة البحرية ، وتهديد طريق الملاحة التجارية العالمية ، وإعلان الصراع مع الكيان الصهيوني ، واستدعائه لاستكمال تدمير اليمن بعد إعطائه المبرر لشن عدوانٍ على اليمن ومقدراته ، فدشن العدو الصهيوني ، وبمساندة الطيران الأمريكي والبريطاني قصف الموانئ ، والمطارات ، والطرق ، والجسور ، والمنشآت التنموية والخدمية ، وما تبقى من البنية التحتية ، وقتل العشرات من اليمنيين ، ودمَّر منشآت حيوية كلَّفت اليمن مليارات الدولارات ، بينما لم تدمِّر الصواريخ والمُسيَّرات الإيرانيه التى تطلقها المليشيات الحوثية حتى سيارة واحدة ، ولم تسقط حتى زجاج نافذة واحدة في تل ابيب ، أو في باقي المدن الفلسطينية المحتلة.

إن المليشيات الحوثيه تتبنى خطاباً معارضاً للكيان الصهيوني في العلن إلا أن تدخل المصالح أدت إلى تعاون غير مباشر بينهما يتم من خلال قنوات سرية ، أو في إطار تفاعلات غير مباشرة تهدف جميعها إلى تدمير اليمن ، وتدمير استقرار المنطقة بأسرها ، وتستفيد منه المليشيا الحوثية في تلقي الدعم من بعض القوى الإقليمية التي تتعاون مع الكيان الصهيوني ضد بعض القوى المعينة في المنطقة ، وفي تقويض عملية السلام ، وتفجير صراعات جديدة في المنطقة ، وضمان استمرارها وبقائها لسنوات إضافية ، بالإضافة إلى المساهمة في تدمير الدول العربية ، وتوسّع سيطرة الكيان الصهيوني في المنطقة.