الطغاة يجلبون الغزاة
نجح الحوثيون نجاحًا باهرًا ، لكنه ليس النجاح المعهود الذي نعرفه جميعًا ، لكنه نجاح عكسي لا ينم إلا عن طغاة بامتياز ، نجحوا في تدمير اليمن بشكل ملفت ، وعملوا على انهياره بكل المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والاجتماعية.
نجح الحوثيون نجاحًا بالدمار والطغيان لليمن واليمنيين، لن يسامحهم عليه التاريخ والأجيال اللاحقة لنا ، فما عشناه في عهد الحوثي من خراب وسعير لا يبدر إلا من طغاة ومتجبرون وبرابرة ، لن تتعافى منه اليمن إلا بعد عقود
العبث والدمار والحرائق وسفك الدماء البريئة ، كل ما فعله الحوثيون على أرض اليمن منذ انقلابهم المشؤوم عام 2014، كطغاة عاثوا في البر فسادًا وطغيانًا كمرحلة أولى ، ومن ثم كمرحلة ثانية طغوا في البحر واستجلبوا القصف الأمريكي-البريطاني والهجمات التي لم يكن ضحيتها إلا الاقتصاد اليمني والدماء اليمنية المسفوكة ظلمًا وعدوانا.
وها هي تأتي المرحلة الثالثة من همجية الحوثيين وهي استجلاب العدوان الإسرائيلي على الأراضي اليمنية ،بذيعة نصرة غزة ، وكالمعتاد من يموت هم اليمنيين الأبرياء الكادحين الذين لا حول لهم ولا قوة.
فالصواريخ إيرانية والمنفذ (الشقاة البيادق الحوثيين) والدم من رأس اليمني البرئ الكادح.
وكعادتهم الحوثيون يلعبون على وتر العاطفة لدى اليمنيين والعرب بادعائهم نصرة الفلسطينيين ، لكن إذا كانوا لم ينتصروا لشعبهم وعذبوهم ونكّلوا بهم وبأرضهم فكيف سينتصرون للفلسطينيين؟
مفارقة عجيبة بالفعل ، فمن لم يوفر الأمان لشعبه و تربة بلده يستحيل أن يوفره للفلسطينيين.
ومن زرع الخوف ونشر الرعب وطفى وتجبر وانتهك الحرمات وفَجَّر المنازل وأرهب المساجد ونشر الطائفية والعنصرية وادخل الفتن وتاجر بالمخدرات والأعراض ، لا يمكنه أن يؤمِّن الفلسطينيين ولو مثقال ذرة.
هكذا هي أفعال الطغاة، لا يعنيهم شيء سوى الجبروت والطغيان حتى لو أحرقوا عاليها سافلها. ودائمًا وأبدًا الطغاة يجلبون الغزاة.
فماذا تبقى من ويل وثبور لم يجلبه الطغاة الحوثيون لليمن يا تُرى؟