حتى لا يغتصب العقل العربي.. تركيا دولة احتلال
لم تعد مطامع تركيا خافية ،ففي الوقت الذي لم يمض عليه اسبوعا واحدا على اسقاط النظام العربي في دمشق ،واقامة نظام حكم موال لل(خرافة) العثمانية ،حتى شرعت تركيا بإملاء تعليماتها للحكومة الجديدة ،عبر عنها وزير الخارجية التركي بصراحة خلال زيارته لدمشق ولعلها المساعدة التي وعد بها الرئيس التركي لدواعش مخابراته هناك.
شدد على عدم التقارب مع قسد الكردية ،وضرورة خوض الحرب معها حتى لايكون هناك سيادة سورية على الارض ولايجري اي انسحاب تركي من حلب ،وتتمكن بالمقابل من مقاسمة واشنطن في غنيمة حقل العمر النفطي وابار الغاز في الشمال السوري .
وحتى لا يكون هناك سيادة على البحر ايضا ،إذ تسارع تركيا لاستثمار لحظة الضعف بعقد سلسلة من المعاهدات والاتفاقات مع عملائها قبل ان يذهبوا .
هناك مساعٍ كشف عنها مؤخرا لتسريع ترسيم الحدود البحرية مع سوريا ، فرصة ظلت تنتظرها تركيا لاسقاط الدولة في سوريا لتتمكن من اللعب بخارطة القطر العربي السوري في البر والبحر ،
ففي الوقت الذي تحتل كامل التراب السوري عبر اذرعها وجيوشها تسعى حاهدة لفرض ترسيما للحدود البحرية ،ولو بحكومة بلاشرعية حتى الآن ،او بنصف او ربع حكومة كما هو الحال مع حكومة طرابلس الغرب ،التي قامت بترسيم حدود بحرية مع تركيا الاسيوية الواقعة في اقصى الجرف القاري لشرق المتوسط.
ليبيا الافريقية ليست ارثا عثمانيا كما تدعي انقرة لتعبث بجغرافيتها البحرية ،لكن هناك من ساعدها من العربان الشقيقة قطر وجماعة انصار الخرافة العثمانية ،
ليبيا لم تسقطها ثورة الحفاظ الذين انتجهم الزعيم معمر القذافي بل حلف الناتو وتركيا احدى دوله الطامعة في ثروات وارض ليبيا العربية .
تركيا دولة في حلف الناتو تنتهز الفرص لتتقاسم الوطن العربي مع بقية الغزاة المستعمرين ،وها قد عادت الى بلاد الشام كقوة احتلال على انقاظ مشروع قومي عروبي ،ومن خلاله ستتسلل الى بقية المنطقة ومن سيحملها على ظهره لاعادة احتلال الوطن العربي هم جماعة الاسلام السياسي الذين سيشهد التاريخ انهم نهبوا اوطانهم لتعمير دولة الخلافة ،ودمروا اقتصاد بلدانهم لانعاش اقتصاد تركيا ،وزعزعوا امن واستقرار دولهم لتمكين الاتراك من اسقاطها ،واعادة احتلال وطنهم العربي .
تفننوا في الاستقواء بالغازي لتصبح اوطانهم ولايات عثمانية بعد مائة عام من طرد جحافل الاحتلال العثماني من بلاد العرب .
تركيا دولة احتلال لا تقل خطورتها عن دولة الكيان المنافسة لها في تقاسم غنيمة الدولة السورية .
العقلية العربية بحكم طبيعتها ، ثأرية تعشق النبش في الماضي لاعاة انتاج اسوأ مافيه ،علاوة على طغيان وعي الصراعات والانغماس في احقاد الماضي تكاد تكون سمة متاصلة وغالبة على وعي الانتقال للمستقبل ،ولهذا لن تشهد منطقتنا عدالة انتقالية بقدر ماتشهد تناسل حروب وصراعات دامية لاتنتهي .
ولعل المدخل يكون من هذة البوابة .
السوريون يطيرون فرحا ،لكنهم لا يأبهون لما اوقعوا فيه وطنهم وامتهم طبعا البعض وهم قلة.
الليبيون يموتون جوعا ،بعد افراح واتراح لرحيل النعمة عنهم وحلول شركات الناتو لامتصاص ثرواتهم . يصفقون لاحتلال اوطانهم مقابل اجلاسهم على الكرسي لشرعنة تدمير أوطانهم .