المعلم إنسان .. ​​لا يعمل بالطاقة الشمسية !!

قبل 17 ساعة و 14 دقيقة

قيل أن: في ألمانيا طالب القُضاة والأطباء والمهندسون من حكومتهم مساواتهم في المرتبات أسوة بالمعلمين ، لأن المعلمين يحصلون على الحد الأعلى في الأجور والمرتبات، أجابتهم المستشارة أنجيلا ميركل​​:​​ "كيف أساويكم بمن علموكم؟!"

تلك حكاية جديرة بالتأمل، تعكس على المسار ذاته نظرة الدول  المتقدمة للتعليم  وتقديرها لمكانة المعلمين ، فبهم  ترقى الأمم وتنهض الشعوب وتُبنى الأوطان وتلحق الدول بركب الأمم المتحضرة، أما في بلد الإيمان والحكمة  فالبون شائع  ، و الهوة سحيقة والمفارقة عجيبة ،  وآلاف السنوات الضوئية تفصلنا عنها و هنا يكمن الخلل وتكون الكارثة .​​

فانتازيا مؤلمة .. راتب المعلمين  لا يتجاوز 50 دولارًا ، العجيب في الأمر  أن السلطة  في ظل الحرب هي من تنهب مرتبات المعلم  وتصادر حقوقه وعلاواته  سواءً في حكومة صنعاء أو حكومة عدن .. "و إذا  كان غريمك الدولة  من تشارع؟​​".

و لا يخفى علينا  جميعاً، أن الموظفين  والمعلمين على  إمتداد وطننا  الغالي تجرّعوا  المرارة والأسى وشظف  العيش ومهانة  المؤجرين  و الدائنين  ، وشُردوا من منازلهم في ظل حرب طاحنة ظالمة ، وباعوا مصوغات  زوجاتهم و أثاث  بيوتهم  ليسدوا  رمق  جوع  أطفالهم  من  أجل حياة كريمة.

وها نحن نراهم  يطالبون  بحقوقهم  ويقدمون لأبنائنا الطلاب درساً عملياً في كيفية انتزاع الحقوق بطريقة حضارية مشرقة ، ومن النبل والإنسانية  مؤازرتهم  ومناصرتهم  في قضاياهم  العادلة وحقوقهم المشروعة.

يريدون  من  المعلم  الغلبان أن  يقدم  التضحيات  تلو  التضحيات  سواءً  في المتارس أو في  المدارس  ، و يحملونه  الثقيل  و يطلعونه  النقيل  ، وفوق ذلك  يدَّعون الوطنية  ويزايدون على  الآخرين في وسائل الإعلام و مواقع  التواصل الاجتماعي و يتنطعون  بشعارات  و حلول  جوفاء ، لا تصب في خانة  إعطائه حقه المكتسب  و منحة علاواته و امتيازاته المالية و  مرتباته  الضائعة في دهاليز خزينة  الشرعية، وهي  مرتبات  10  شهور  الضائعة  في موازنة  عام  2017م  ، و ما تبعها من فوارق  العلاوات المتأخرة فاقت الخمسة المليون ريال  ، و جميعها حقوق  لا  تسقط بالتقادم  مهما كان.
​​
اصرفوا  حقوق المعلم كاملة وارفعوا  راتبه  بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي و المعيشي  الراهن  ، كون  المعلم  قد تسامى على  جراحاته وآلامه وهمومه  وعمل  باقتدار  .

ياسادة، كفاكم كذباً ، اصرفوا حقوق المعلم و علاواته ، وارفعوا  راتبه  ..​ كونوا  أكثر إنسانية  ومسؤولية فالتاريخ لا يرحم.  

فالمعلم إنسان، ليس من كوكب آخر ​​​، ولا يعمل​​ بالطاقة  الشمسية​​.