عصابة الحوثي تعزر بالقيادات التربوية
لم تكن عملية الاعتقالات الواسعة التى استهدفت الكوادر والقيادات التربوية في العاصمة المختطفة صنعاء محض صدفة أو ناتجة عن إشكالات آنية، بل كانت جزءًا من سياسة ممنهجة تهدف إلى تعزيز سيطرة العصابة الحوثية على النظام التعليمي في اليمن وتوجيهه لخدمة أجنداتها السياسية والإيديولوجية ، ولذلك تعمدت اعتقال كوادر التربية والتعليم على اعتبار أن عملية الاعتقال وإلصاق التهم الكيدية من أهم الأدوات التي تستخدمها لتحويل العملية التعليمية إلى وسيلة لتأهيل الأجيال القادمة وتشكيل عقولها بما يتماشى مع رؤيتها وطموحاتها وأفكارها الطائفية.
لقد سعت العصابة الحوثية منذ بداية انقلابها إلى تنفيذ مخططاتها الإجرامية في القطاع التعليمي والتي تتضمن فرض سياسة تعليمية تروّج لأيدلوجيتها الطائفية، وتغير المناهج الدرسية بشكل جذري يتلائم مع أفكارها وتوجهاتها المتطرفة والعدائية، وتغير الكوادر التربوية الوطنية والشريفة ، وتعيين العناصر الموالية لها في المناصب التعليمية، والسيطرة على نظام التعليم بالجمهورية، ومن أجل تنفيذ هذا المخطط التدميري اختطفت أجهزتها الاستخبارتية القمعية العديد من القيادات التربوية التي لا تنتمي لمليشياتها الطائفية والتى لا تتقبل الأوامر والتوجيهات التخريبية الصادرة من قبل المشرفين المتطفلين على المؤسسة التعليمية ، ووجهت لهم تهمًا كاذبة وكيدية وزجت بهم في السجون وعاملتهم معاملة قاسية ووحشية وسخرتهم لتعزيز سيطرتها على مجال التربية والتعليم.
ولم يكتفِ عملاء ومرتزقة وجواسيس إيران بظلم الخبراء والقيادات التربويه واتهامهم بالتخابر لصالح أمريكا وإسرائيل ورميهم في سجونهم المرعبة لسنوات متتالية وتعذيبهم ومعاملتهم في المعتقلات معاملة المجرمين والقتلة، وقتل العديد منهم في زنازينهم المظلمة، وإنما ذهبوا الى ما هو أبعد من ذلك حيث تعمدوا إظهار هذه القيادات التربوية بلباس المجرمين والقتلة في قناتهم العنصرية في برنامج أطلقت عليه اعترافات خلية التجسس الأمريكية- الإسرائيلية ، وعلقوا صورهم المعنونة بعنوان خلية التجسس الأمريكية- الإسرائيلية في مجال التعليم على لوحات الدعاية الإعلانية على مدخل مدينة صعدة وفي بعض شوارع المدن الواقعة تحت سيطرتهم، وأجبروا مدارس العاصمة المختطفة ومدارس المحافظات والمدن الواقعه تحت سيطرتهم الكهنوتية على عرض صور تلك القيادات المعتقلة في كل يوم أربعاء في إذاعة الطابور المدرسي وتشويه تاريخهم التربوي بأكاذيبهم وبهتانهم وافتراءاتهم المفبركة.
إن قيام جواسيس إيران الحوثيين بتشوية وتعزير قيادات وكوادر التربية والتعليم المختطفين والمعتقلين في سجونها يمثل جريمة جنائية بشعة وجريمة في حق التعليم في اليمن واذلالاً وترعيباً وترهيباً للمؤسسة التعليمية ، ويشكل تهديدًا مستقبليًا للأجيال القادمة ، ويجب على الشعب اليمني والمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان العمل على إيقاف هذا القمع وحماية التعليم من الوقوع تحت سيطرة هذه المليشيات المتطرفة.
كما يجب أن يتعاون الجميع لاستعادة حرية المعلمين والخبراء والكوادر التعليمية التي تم اختطافها واعتقالها وأحتجازها في معتقلاتها المرعبة.