إطلاق الأعيرة النارية في الأعراس .. ظاهرة مأساوية تحتاج إلى التغيير

05:36 2024/12/14

مما لا شك فيه  ان الأعراس في اليمن من المناسبات الاجتماعية المهمة التي تجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بالفرح وتكوين الأسر. ولكن، للأسف، تحولت هذه المناسبات إلى مسرح لمظاهر خطيرة، مثل إطلاق الأعيرة النارية، التي تؤدي إلى إصابات ووفیات غير مبررة.

تتسبب الطلقات النارية الطائشة في حوادث مأساوية، حيث تسجل العديد من الحالات التي تؤدي إلى إصابة أطفال وشباب وحتى نساء. في بعض الأحيان، يكون الضحايا هم أفراد لم يكن لهم أي علاقة بالمناسبة، كما شهدنا في حالات مثل وفاة الطفلة في صبر كانت ببيتها التي تعرضت لإصابة برصاصة طائشة خلال إحدى الأعراض وماتت. هذه الحوادث تذكّرنا بمدى خطورة هذه الظاهرة، حيث يمكن أن تنتهي فرحة العرس بمأساة لا تُنسى.

تسبب هذه الظاهرة حالة من الخوف والقلق بين الناس، حيث يذهب المدعوون إلى الأعراس وهم يتساءلون عما إذا كانت ستحدث إصابات. بدلًا من الاستمتاع بالفرح، يتحول الاحتفال إلى حالة من التوتر، حيث يرفع الناس أيديهم في الدعاء للأعراس بدلًا من الدعاء للفرح، خوفًا من الرصاص الطائش.

رغم أن هذه العادة قد بدأت تختفي في بعض المناطق، إلا أن هناك حاجة ملحة لمزيد من الجهود للحد منها. في محافظة تعز، على سبيل المثال، تم اتخاذ خطوات من قبل ادارة عام شرطة تعز والتعميم للاقسام وعقال الحارات لضبط الأعراس ومنع إطلاق النار. كما يظهر استياء عام من هذه الظاهرة في العديد من المحافظات ووضعوا حدود لهذه الظاهرة

من المهم أن ندرك أن هذه الممارسات ليست جزءًا من ثقافتنا الأصيلة، بل هي عادات ضارة يجب التخلص منها. لقد عانت المجتمعات من فقدان الأرواح بسبب هذه الظواهر، ويجب أن نعمل معًا لإيجاد حلول فعالة للتوعية والتثقيف حول مخاطر إطلاق النار في الأعراس.

إن تغيير العادات الاجتماعية ليس بالأمر السهل، ولكنه ضروري لحماية حياتنا ومجتمعاتنا. يجب علينا أن نكون دعاة للتغيير، وأن نعمل على نشر الوعي حول المخاطر المرتبطة بإطلاق النار في الأعراس. معًا، يمكننا بناء مجتمع أكثر أمانًا، حيث تكون الأعراس مناسبة للفرح والاحتفال دون خوف من العنف.