لا تصرخوا حين يتحوّل الناس لمجرمين وقتلة ومروجي مخدرات
اشتداد قبضة الحكومات المتعاقبة ، سواءً الشرعية أو الحوثية ، وتسلطها على رقبة وروح المواطن اليمني الكادح ، أصابته في مقتل ، انهكته ، وجوعته ، و رمت به في أتون واقع لا يرحم المساكين واليؤساء ، تركته وحده يتجرع سلبياتها ، وأخطاءها ، وفشلها ، وعجزها عن تدارك الانهيارات المتوالية ، الاقتصادية ، والسياسية ، والعسكرية ، والاجتماعية، وظلت تتفرج عليه مُعلنةً إفلاسها القيمي ، والأخلاقي ، والوطني تجاهه ، وكأنه لا يعنيها.
إذن لا تصرخوا ، لا تصرخوا حين يتحول الناس لمجرمين وقنابل موقوتة ضدكم ، لأن المثل الشعبي يقول: (إشبع ابنك وإحسن أدبه) ، ولكن حين يجوع ابناؤكم بسببكم ، فالنتائج حتمًا لا تُحمد عقباها، وانتم السبب.
سياسية التجويع التي ترتكبها الحكومات بحق اليمنيين ، والمتمثلة بتدهور الاقتصاد والعملة ، و الغلاء ، والارتفاع الجنوني للأسعار ، والانهيار التام لمعيشتهم وقوتهم ، ظنًا منها أنها بذلك تعمل على تركيعهم وإذلالهم، سياسة خاطئة وفاشلة في منظورها ومضمونها ، وقد أخطأ جدًا من ضحك وأشار على الحكومات بمثل هكذا ظلم..
لن تجني أي حكومة تستخدم هذا السلاح إلا مزيدًا من الرفض لها والتمرد عليها ، وستكون هذه السياسة منبعًا لتفريخ العصابات ، أكثر مما هي عليه الآن ، وتناسل المجرمين ، والمخربين ، والقتلة ، وقطاعي الطرق ، ومروجي المخدرات ، وذلك لتأمين حياتهم وإطعام أولادهم ، وسداد إيجاراتهم وعلاج أسرهم ...الخ.. وليس ببعيد أن تتحول كل البيوت لقنايل موقوتة بسبب الجوع والحاجة والحرمان في وجه هذه الحكومات الفاشية الظالمة.
ومما زاد الطين بلة ، قطع رواتب موظفيكم في جهازكم الحكومي والوظيفي لمدة 3 أشهر متتابعة، إنه فعلًا قمة في البلادة التي لا يُفترض أن تبدر ممن يُسمّون أنفسهم عتاولة في السياسة والاقتصاد والحكم الرشيد.
حقيقة، هي ليست دعوة للتذمر والتمرد كما سيصنفها بعض السطحيين، ولكنها توضيح لاخفاقاتكم وأخطائكم في التعامل مع شعبكم ، ودعوة لكم لتصحيح سياساتكم تجاه مواطنيكم المساكين كي لا يتحولون لمجرمين وقتلة وسفاحين، ويكونون فريسة سهلة بيد الأعداء، و ذلك باستغلال جوعهم وتوجيههم لخراب اليمن أكثر مما هو خارب ، ويصبح الوطن أكثر جحيمًا مما هو عليه الآن.
اخجلوا قليلًا.