سبتمبر.. الميعاد الذي لا يخبو

06:49 2024/12/08

مهما طال أو تأبد الزمن، واستمرت عصابة الشر الحوثية في انقلابها الغادر، سيظل هجس الثاني والرابع من ديسمبر جذوة متقدةً ومتوهجة لا تخبو، وسيفشل الرماد كلما حاول أن يداري حضورها أو يخفي تأهبها الدائم، للحظة الانفجار والاندفاع في وجه الزمرة الفاشية.

هذه العصابة الإرهابية التي تراكمت الكراهية تجاهها في قلوب أبناء اليمن في الداخل والخارج، حتى أصبحت هي أيضاً على أحر من القهر والألم، في انتظار لحظة الانفجار تلك، للتزامن معها والانصهار فيها، وابتلاع الخونة الإرهابيين والمرتزقة المجرمين، فقد تطاولوا كثيراً في إجرامهم وفي إعلان كراهيتهم لكل اليمن وجميع اليمنيين، حتى فاض بهم الكيل وطفح.

مخطئ من يقول أن كلمات الزعيم الشهيد على عبدالله صالح الأخيرة، وهو يكشف حقيقة الانقلاب ويواجهه بكل تحد واستبسال، ستكون لقمة سائغة للنسيان، أو عرضة سهلةً للتناسي.. ذلك اليوم الذي كان وسيظل واحداً من مواعيد النضال والاستبسال، والافتداء بالروح فعلاً وواقعاً ملموساً، وليس مجرد معنى في شعار أو راية مرفوعة للهتاف.

لقد مثلت أيام ديسمبر تلك مفترقاً في بيان الواقع، وفي ضرورة الثورة عليه ووجوب إحداث التغيير اللازم فيه.. وقد كان الزعيم رحمه الله حينها يعلن ليس عن غياب، وإنما عن ميلاد جديد في قلب الزمن وفي قلوب أهله، ميلاد يستحق تلويحة كفه الأخيرة، ومنحه الوطن والشعب روحه وعمره فداء لا يقدر بثمن آخر.

وإذ أن اليمنيين هم أكثر الناس ولاء وتمسكاً بذكرياتهم الوطنية منذ سالف الزمن، فإنهم صاروا وبعد كل ما شهدوه وشاهدوه جراء الانقلاب، أكثر تمسكاً واسترجاعاً للمناسبات الوطنية العظيمة التي تخللت الزمن، وغيرته باتجاه نجاتهم من زلاته وأخطائه، ونحو استرداد حقوقهم، ليس في الحياة الكريمة فحسب، وانما أيضاً حقوقهم التاريخية في العظمة والسؤدد والرخاء.

ومن جهة ثانية لم يقصر الزمن بواقعه الفعلي في تلقينهم المتكرر معرفة ويقيناً حول الانقلاب وأهدافه والواقفين وراءه، وفي إعطائم الدروس التي لا يمكن أبداً أن تُنسى، بقدر ما يجب أن تكون عنواناً وطريقاً باتجاه المستقبل..

لقد كان الثاني والرابع من سبتمبر عنواناً من عناوين الرفض في وجه كل فاسد ومجرم وإرهابي، وسيظل ضوءاً ودليلاً للانعتاق من صلف كل كهنوت يواجهه اليمنيون اليوم وغداً، وفي كل مستقبل قريب أو بعيد.. كما سيظل موقف الزعيم الخالد خالداً في الذاكرة الشعبية والوطنية، كما سيظل ذلك الموقف رمزاً أبدياً لإباء اليمنيين ورفضهم الخضوع والانهزام، أمام متغيرات الزمن، بما فيها ومن أسبابها التجبر والتكبر عليهم، والتشيطن والاستكبار أمام تمسكهم بأخلاقهم وأخلاق أسلافهم على امتداد التاريخ.