علي عبدالله صالح .. ثورة خالدة و إرث لا يموت
تفصلنا سبع سنوات عن يوم الخميس الموافق 4 ديسمبر 2017، يوم ارتقى فارس العرب ، الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح شهيداً ، تاركاً خلفه إرثاً من القيم والمبادئ النبيلة التي كان يحملها ويدافع عنها بكل قوة وإصرار، إرثاً عظيماً من المواقف والإنجازات يتذكرها الشعب الوفي على مدى أكثر من 3 عقود.
ادرك علي عبد الله صالح ورفاقه يقيناً الثمن الذي سيدفعونه وهم يخوضون معركة غير متكافئة، ومع ذلك نجح في استعادة ثقة ملايين اليمنيين بأنفسهم، وبقدرتهم على مواجهة المليشيا الحوثية الإيرانية التي كانت تهدد أمن واستقرار البلاد.
وبالتالي، أعلنها الزعيم ثورة مزلزلة وفي وجه الحوثي وكسر حاجز الخوف الذي كانت تسببه هذه المليشيا الإرهابية الإيرانية ببطشها وتنكيلها بالشعب، ومنح اليمنيين القوة التي جعلتهم يتحدونها ويقفون صفاً واحداً ضدها في انتفاضة ال 2 من ديسمبر وبث في قلوبهم شجاعة وإقدام طالما تحلى بهما.
ثورة الثاني من ديسمبر بدأت كتابة فصولِ ملحمةٍ وطنيةٍ وإشراقةِ فجرٍ جديدٍ في التاريخ اليمني المعاصر وكانت خطوة مهمة وجبارة نحو الوحدة الوطنية وتحقيق الديمقراطية والعدالة في اليمن، و كانت رسالة قوية من الشعب اليمني بأنه لن يقبل بالظلم والاستبداد، وأنه يسعى جاهداً لاستعادة دولته وإنهاء الانقلاب الذي يستهدف اركان الدولة ونظامها الجمهوري.
إن استشهاد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ورفاقه وهم يدافعون ببسالة وشجاعة عن المبادئ الوطنية التي آمنوا بها وعن حق الشعب في العيش بحرية وكرامة كان صدمة كبيرة لليمنيين وللعالم أجمع، فقد فقدوا قائداً عظيماً وشجاعاً كان يدافع عن مصالح البلد بكل قوة وإخلاص.
ولهذا نؤكد القول، إن تضحية الزعيم بروحه فداءً للوطن يجب أن لا تضيع سدى، بل يجب أن تكون حافزاً للشعب اليمني للوقوف معاً والعمل بجدية نحو اقتلاع آفة الحوثي والتوجه نحو بناء مستقبل أفضل لليمن.
رحل الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح ورفاقه عن عالمنا، وهم يدافعون عن حق الشعب في العيش بحرية وكرامة، ورفضاً لكل أشكال الطائفية والعنصرية والسلالية والتسلط لكنه لم يرحل بما تركه خلفه من إرث عظيم من القيم والمبادئ الوطنية التي ظل يغرسها طيلة فترة حكمه ، فقد كان الزعيم "صالح" شخصية استثنائية في تاريخ اليمن، نجح بشجاعة وحكمة في استعادة اصطفاف ملايين اليمنيين وبثقتهم بأنفسهم وبقضيتهم العادلة وقدرتهم على مواجهة المليشيا الحوثية الإيرانية التي استباحت كل شيء ودمرت الأرض والإنسان .
قدم الزعيم الشهيد صالح والزوكا ورفاقهما تضحيات كبيرة من أجل الوطن والشعب اليمني. كانوا يدركون تماماً أنهم يواجهون معركة غير متكافئة ضد الكهنوت والاستبداد، ولكنهم لم يتراجعوا أبداً عن مبادئهم وقيمهم.
استشهاد الرئيس صالح والأمين الزوكا ورفاقهما في الثاني من ديسمبر كان له تأثير كبير على الحركة الثورية في اليمن وكانوا يُعبّرون عن رفضهم لكل أشكال الطائفية والعنصرية والسلالية، وكانوا يسعون جاهدين لتحقيق الحرية والكرامة للشعب اليمني.
استشهادهم كان رسالة قوية للعالم بأن الشعب اليمني لن يستسلم للظلم والاضطهاد وسيظلون يرفضون التسلط والاستبداد بقدر ايمانهم بحقهم في الحرية والديمقراطية والعدالة.
الزعيم الشهيد صالح والزوكا ورفاقهما سيظلون رمزاً للنضال والتضحية الوطنية، ويجب على الأجيال القادمة أن تستمر في تذكرهم وتستلهم منهم القوة والصمود في وجه الظلم والطغيان.
باستشهاد الرئيس علي عبد الله صالح، فقد اليمن قائدًا عظيمًا وشجاعًا، لكن يبقى إرثه ومبادئه وقيمه حية باقية في قلوب اليمنيين وستظل توجيهاته وأهدافه هي الهدف السامي لليمن الحديث.
وباستمرار تضافر الجهود والتضحيات من قبل القوى الجمهورية والأحرار، يمكن أن نأمل في عودة اليمن إلى طريق الاستقرار والازدهار وإنهاء الصراعات السياسية التي عصفت بالبلاد.
ولهذا يتطلب من القوى الوطنية تغليب مصلحة اليمن والعمل معاً على درب إنقاذ الوطن والشعب لضمان غدٍ أفضل لليمن وأجيالهإ والعمل على استمرار تلاحمها وتضافر جهودها لاستعادة الدولة والديمقراطية، هو السبيل الوحيد لبناء مستقبل أفضل لليمن ولشعبه.
وإن الاستمرار في مسيرة الثورة والتضحيات من أجل الحرية والكرامة، سيكون هو الطريق نحو تحقيق أهداف الثورة وتحقيق تطلعات الشعب اليمني نحو حياة كريمة ومستقرة، فلم يعد شعبنا يتحملُ المزيد من الانقسام والمعاناة والمآسي. يجب علينا جميعا أن تتعالى على الخلافات و التباينات من أجل تحقيق أهدافهم وتحقيق حلم الشعب اليمني بدولة قوية ومستقرة.