ثورة ديسمبر المجيدة .. لله واليمن والاجيال.. الرئيس الصالح .. الرؤية الثاقبة والتضحية من أجل الوطن
مع حلول الذكرى السابعة لثورة 2 ديسمبر المستمرة التي قادها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في مطلع ديسمبر من العام 2017، ضد عصابة الحوثي الايرانية، والتي حملت أهداف عدة منها حماية مبادئ وأهداف الثورة والجمهورية والديمقراطية والوحدة، وصون الدم اليمني، سنحاول الوقوف على أهم المحطات التي جسدها الزعيم الشهيد في محاولة منه لصون الدم وحماة الوطن، منذ بداية أزمة العمالة والخيانة والمؤامرة على البلاد في 2011.
ومن خلال هذه المساحة، سنعمل على وضع النقاط على الحروف بالنسبة لرؤية ومواقف الزعيم التي قام بها خلال الفترة الممتدة من يناير 2011، حتى استشهاده وهو يدافع عن تلك المبادئ والرؤية التي حملت في طياتها الحرص الشديد على "اليمن ومكتسباته وصون دماء اليمنيين".
كما سنعمل على تفنيد ادعاءات واكاذيب قوى العمالة والخيانة التي قادت البلاد إلى ما تعيشه اليوم مقابل حفنة من المال تلقتها من مخابرات عدد من الدول الاقليمية والدولية، قبل ان تفر خارج البلاد، فيما يتعلق بمواقف الرئيس الصالح الذي ظل يناضل ويدافع عن اليمن واليمنيين، حتى استشهد في سبيل ما أمن به، مع رفاقه من الشرفاء وعلى راسهم رفيقه الأمين عارف الزوكا.
ورغم ان لجنة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الامن الدولي المعنية في اليمن، قد تلقت التأكيدت حول تضليل تلك العصابة المتآمرة وكذبها التي طالت شخص الزعيم ونجله والتي ادت لفرض عقوبات عليهما، وعلى ضوئها تم رفع تلك العقوبات الظالمة، الا اننا آثرنا على انفسنا ان نورد الشواهد الحقيقية التي جسدها الصالح ورفاقه في حزب المؤتمر الشعبي العام خلال فترات الازمة وصولا الى حمل السلاح للدفاع عنها في 2ديسمبر من العام 2017 وقدم روحه الطاهرة فداء لليمن وصون دماء ابنائه والحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية المباركة ونظامها الجمهوري والوحدة والمسار الديمقراطي.
لماذا ثورة ديسمبر المستمرة؟
لقد أدت الظروف والاوضاع التي شهدتها اليمن خلال السنوات التي تلت انقلاب عصابة الحوثي الايرانية على الدولة، والانطلاق نحو الاستحواذ ونهب كل ما يخص الدولة ومؤسساتها الرسمية، ووصولا الى تغيير المناهج الدراسية لنشر الفكر الطائفي والارهابي الايراني، مرورا باستهداف رموز الثورة والجمهورية، واستمرار تدمير اليمن، وسفك دماء اليمنيين، عندها كان لا بد من قيام ثورة مسلحة ضد ذلك العبث الذي يرمي لاعادة الامامة وطمس الثورة اليمنية المباركة.
وعلى وقع ذلك تحمل الرئيس الراحل الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح مسؤوليته الوطنية وقاد تلك الثورة المستمرة في اطار استمرار مشاوره النضالي الممتد من ثورة 26 سبتمبر 1962، مرورا بكل المحطات التي قادته الى قيادة تلك المسؤولية التي تعد امتدادا للثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ونوفمبر والوحدة، ليؤكد للخارج قبل الداخل بأن رؤيته ودعواته ومبادراته التي اطلقها خلال الازمة كانت تهدف لمنع ما وصلت اليه الامور في اليمن والمنطقة والعالم حاليا.
ومع ذلك النضال الجديد الذي انطلق مع شرارة ثورة 2 ديسمبر والمستمر حتى تطهير اليمن من براثين الرجعية المتخلفة والمد الفارسي المتمثلة بعصابة الحوثي الايرانية، الا ان المؤامرة كانت وما زالت كبيرة على البلاد، داخليا وخارجيا، وعلى الجميع ان يحسموا امرهم في الوقوف ضدها لصون اليمن واليمنيين والحفاظ على ما تبقى من مكتسباتهم الوطنية.
ارهاصات الأزمة
بدأت ارهاصات الأزمة اليمنية التي قادت إلى الحرب والصراع المستمر منذ عشر سنوات، مع انطلاق شرارة ثورة 26 سبتمبر في العام 1962، ووقف بعض دول المنطقة ضدها ومحاربتها بشتى الطرق بما فيها السلاح، لتندلع حرب بين المواليين للمملكة المتوكلية، والجمهوريين استمرت ثمان سنوات من العام 1962 قيام الثورة، حتى 1970، لتبدأ معه ازمة متصلة تمثلت بالحروب بين الشمال والجنوب التي بدأت عام 1972 واستمرت حتى 1979.
وعقب اعلان الوحدة اليمنية في العام 1990، تكالبت جهات خارجية ضدها، خاصة مع موقف اليمن المؤيد للعمل العربي المشترك فيما يتعلق بأزمة اجتياح العراق للكويت، والتي تمثلت بالوقوف مع الرؤية العربية لحل المشاكل العربية بعيدا عن التدخلات الدولية، للحفاظ على العراق والكويت كدولتين عربيتين جارتين وعدم السماح بتدمير البوابة الشرقية للأمة المتمثلة بالعراق.
تلك الرؤية كانت الانجح وفقا لمعطيات واقع اليوم الذي تعيشه الازمة جراء المد الشيعي الفارسي الصفوي الايراني، الذي وجد في غياب العراق والرئيس صدام حسين، فرصة لتنفيذ رؤية تصدير الثورة الخمينية بكل افكارها الارهابية والدموية الى العالم العربي في المنطقة.
ومن خلال المواقف الرافضة لموقف اليمن النابع من الخوف على العالم العربي والمؤيد لوجود رؤية وحلول في اطار الجامعة العربية، دفعت بعض الدول الاقليمية لتهديد وحدة اليمن الوليدة وعملت بكل طاقتها وامكانياته لاعادة تفكيك البلاد مرة اخرى.
بدأت رؤية الزعيم الراحل صالح، المحافظة على الكيان اليمني الواحد واهداف ومبادئ ثورته المباركة، من خلال الحفاظ على الوحدة وانهاء المؤامرة باستعادة ترسيخ الوحدة.
وبعد ذلك وجدت المؤامرة المستمرة ضد اليمن، طريقها لايجاد محطة اخرى لمحاولة افشال الدولة اليمنية الواحدة، من خلال خلق أزمة اقتصادية مستفحلة منذ العام 1997، وما تلاها من ازمات بحجج افشال العمليات الديمقراطية التي تمثلت بالانتخابات البرلمانية والرئاسية والمحلية التي ازعجت العديد من الأنظمة في المنطقة.
وعند فشل تلك المحاولات، وجدت المؤامرة طريقًا آخرًا في اطار محاولاتها تدمير الكيان اليمني الديمقراطي في المنطقة من خلال عصابة الحوثي الايرانية التي تشكلت في صعدة مطلع الالفية، والتي قادت حركة تمرد ضد الدولة في صنعاء، من خلال السيطرة على مؤسسات الدولة في صعدة ومنع الايرادات عن الدولة.
وفي العام 2004، بدأت
المواجهات المسلحة والحروب الستة ضد عصابة الحوثي الايرانية التي تذرعت بانها حركة تريد اصلاحيات وصلاحيات خاصة .
ومع حروب صعدة، وجدت تلك المؤامرة مجالًا آخرًا للدخول الى الواقع اليمني من خلال افتعال في العام 2007.
ومن خلال حروب صعدة ، بدأت الأحزاب السياسية التي فشلت في عملها خلال سنوات اعلان وجودها على الساحة اليمنية السياسية، منطلقا لتنفيذ مؤامرة مدفوعة الأجر ضد الدولة اليمنية المستقلة، رغم تواجدها في مؤسسات الحكم كشريك مع أن فشلها في الانتخابات لا يؤهلها لتكون شريك في الحكم، الا ان رؤية المؤتمر الشعبي العام صاحب الاغلبية في الانتخابات البرلمانية والفائز في الانتخابات الرئاسة في العام 2006، كانت تقوم على اشراك القوى السياسية في الحكم وعدم اقصاء أي مكون من التواجد في الحكومة والمؤسسات الحكومية.
تلك القوى المتمثلة باللقاء المشترك عمدت على تاجيج الشارع اليمني مستغلة ما سمي حينها " الربيع العربي" المؤامرة الكبرى ضد الدول العربية ذات المواقف الصلبة مع قضايا الامة العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية ومن بينها اليمن، لتبدأ عملية احتجاجات مطالبة باسقاط النظام في يناير 2011.
رؤية الصالح خلال تلك الفترة
لقد كان للرئيس الشهيد الصالح رؤية ثاقبة فيما يتعلق بالاوضاع محليا وعربيا، منها :
ـ توليه مقاليد الحكم وإخراج اليمن مما كانت تعيشه من دوامة اغتيالات وصراع شمالا وجنوبا.
ـ العمل على لم الشمل اليمني في شمال البلاد، وايقاف الحروب مع الشطر الجنوبي من الوطن.
ـ انتهاج الحوار في المصالحة الوطنية وإدارة ملف الوحدة وصولا إلى اعلانها في 22 مايو 1990.
ـ رؤيته في إدارة أزمة اجتياح العراق للكويت وحلها عبر عمل عربي مشترك، وعدم السماح بتدخل دولي لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين وتسليم العراق لايران، وهي رؤية ثاقبة عرف الجميع قيمتها حاليا من خلال ما تشهده المنطقة والعالم من اخطار بسبب المدى الفارسي بالمنطقة.
ـ رؤيته لإدارة البلاد خلال تلك الفترة وفقا للنهج الديمقراطي احترام الراي والراي الآخر، والانفتاح على عمليات اقتصادية وتنموية كبيرة تقود لرفاهية المجتمع.
أزمة نكبة 2011
تعود الأزمة الیمنیة الحالیة إلى استغلال القوى السياسية الفاشلة لما شهدته تونس ومصر وسورية من اضطرابات في اطار ما سمي "الربيع العربي" بين عامي 2010 و 2011، وركوب تلك القوى لما شهدته صنعاء وتعز في يناير 2011، من احتجاجات شبابية لطلاب الجامعات للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية، تم الاستجابة لتلك المطالب من قبل الحكومة والرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح بالكامل، الا ان تلك القوى رفضت جميع المبادرات التي اطلقها الرئيس الشهيد الصالح بشأن تلك المطالب وعدم جر البلاد نحو الهاوية.
بداية المؤامرة
بدأت الأزمة مع احتجاجات شبابية من طلاب الجامعة في صنعاء وتعز، تلك الاحتجاجات كانت عفوية وتقليدا لما جرى في تونس وتشهده حينها مصر وسورية وليبيا، حيث لم تكن لديها قيادة تنظم تلك الاحتجاجات التي تم تلبية مطالبها من قبل الدولة والنظام حينها.
تلك الاحتجاجات استغلتها قوى المعارضة الفاشلة "اللقاء المشترك" لتحويلها الى احتجاجات سياسية لتحقيق مطالب عجزت عن تحقيقها تلك القوى من خلال طرح رؤية سياسية واقتصادية تمكنها من الوصول الى كرس الحكم، فضلا عن ارتباط تلك القوى بالمؤامرة التي حيكت ضد انظمة عربية، تعرف بمواقفها المساندة للقضية الفلسطينية في اقامة دولتها على تراب فلسطين وتحت مظلة الامم المتحدة والجامعة العربية.
وينظر الى الازمة اليمنية منذ بداية المؤامرة إلى انها أزمة معقدة التركيب ومتعددة الجوانب ومتداخلة الاطراف، وترتبط بشكل مباشر بالعمالة والارتهان الى الخارج.
وحسب تلك الرؤية التحليلية للأزمة اليمنية، فإن الصراع بالنسبة للشق المحلي مرتبط بأطماع قوى سياسية وامامية بالوصول الى السلطة وتفتيت اليمن وتجزئته الى دويلات صغيرة، من خلال استغلال احتجاجات الشباب وتحويلها الى اعتصامات في فبراير 2011، تنتهج سفك دماء الابرياء لتحقيق مآرب سياسية ومكاسب مالية.
ليست ثورة .. بل صراع على السلطة
تمثلت الازمة في بدايتها احتجاجات شبابية تم تلبية مطالبها وانفضت، لتركب الموجة حينها القوى السياسية مستغلة احداث تونس ومصر وليبيا وسورية، لتحويل تلك المطالب الشبابية الى صراع على السلطة، او مطية للوصول الى الحكم بعد فشلها عبر الانتخابات ورفض الشعب لمشروعها الغير وطني والذي لا يحمل أي رؤية اقتصادية او اجتماعية او فكرية او سياسية منذ اعتماد التعددية نهجًا للحكم مع اعلان الوحدة اليمنية المباركة في عام 90.
تؤكد التقارير الاجنبية، بأن ما حدث في اليمن عام 2011، عبارة عن صراع على السلطة انتهجته قوى سياسية لا تملك مشـروعاً وطنیـا مشـتركاً حتـى بحـدوده الـدنیا، مع غیـاب كامل لاي حامل مشروع وطني يقود الى بلورة رؤية للخروج من الازمة وفقا لمحاور ومبادرات طرحت من النظام حينها، تلبي جميع مطالب تلك القوى.
ووفقا لتلك التقارير، فإن تمسك تلك القوى بالفوضى كوسيلة للوصول للسلطة وتحقيق أهداف ومخطط قوى خارجية، كان سببا رئيسيا في تعقيد الأزمة وتحولها الى مسارات اخرى اكثر تحقيق يصعب التعامل معها من قبل النظام الذي قدم التنازلات الكثيرة في سبيل صون البلاد ودماء ابنائه.
ومن خلال المنظور للعامل الخارجي للأزمة، فقد كانت مكونات مؤدلجة كتنظيم الاخوان الارهابي الذي يمثله في الداخل اليمني حزب الاصلاح، والتيار الشيعي المرتبط بالاثنى عشرية الايرانية الذي تمثله عصابة الحوثي الايرانية القادمة من كهوف صعدة، فضلا عن مؤامرة دول اقليمية ضد اليمن، إلى جانب تواطؤ الغرب وعلى راسها الولايات المتحدة مع مشروع تدمير الدول المتصلبة مع مطالب الشعب الفلسطيني، شكل عامل مؤثر في تطور الازمة اليمنية.
دعوة المتمردين إلى ساحات الفوضى
لقد عمدت عناصر تنظيم الاخوان "حزب الاصلاح" ومكون اللقاء المشترك المعارض للسلطة في البلاد، الى استدعاء الجماعات المتمردة في شمال الشمال "الحوثيين" الى ساحات الفوضى وتبني مطالبها المناوئة لليمن والرافضة للنظام والسلطة والدولة اليمنية ككل.
وقامت تلك القوى الفاشلة بتمكين تلك القوى التي خاضت الدولة معها حروب ومواجهات امنية وعسكرية، الى جانب تنظيمات ارهابية مثل القاعدة وداعش، للتحكم بساحات الفوضى والوصول الى وسط العاصمة صنعاء ممثلة بساحة جامعة صنعاء والشوارع المحيطة بها، بمعنى ان تلك القوى ادخلت عناصر الدعوة لعودة الامامة "الحوثيين" الى قلب صنعاء ، لتدعي بعد ذلك بأن المؤتمر الشعبي العام والزعيم الشهيد الصالح من مكن تلك القوى من الوصول الى صنعاء، في تناقض وكذب وتزييف للحقائق والتاريخ.
ويضم طرفــا الصــراع في اليمن الداخلي والخارجي المتآمر ضد السلطة والنظام والحكم حينها، كل القوى والجماعات الخارجة عن القانون والفاشلة في تحقيق تطلعاتها السياسية وهي جماعــات وكیانــات سیاســیة متعــددة الإیدیولوجیات والمذاهب وغیر متكافئة من حیث القدرات والإمكانیات ولكنها تشترك في عدم جاهزیتها لقيادة البلاد وبناء دولة مدنية حديثة وفقا لشعاراتها التي رفعتها خلال فوضى فبراير 2011، وهو ما اثبته الاحداث التي تلت ذلك والمستمرة حتى اليوم، حيث لا تم بناء دولة مدنية ولا دولة نظـام وقـانون يمثل الاستقرار والتنمية والعدالـة الاجتماعیـة والمواطنة المتساویة وتكافؤ الفرص، ابرز سماتها، وهي عوامل كانت موجودة وتمارسها تلك القوى في ظل حكومة المؤتمر الشعبي العام ونظام الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.
من جانبها سعت ايران بكل قوتها الى ابقاء اليمن خارج المنظمة العربية والخليجية على وجه التحديد، وفضلت ان تبقى البلاد في اطار الظروف المشحونة بالصراعات العقيمة لتوســیع نفوذهــا وخلــق مجــال سیاســي جدیــد مــن النفــوذ فــي المنطقة، فقـدمت إیـران الـدعم السیاسـي والدبلوماسـي والعسـكري لعصابة الحوثي التابعة لها ، وقدمتها كأقلیـة مذهبیـة لهـا مظـالم فـي الـیمن ولهـا بعـض الخلافـات العقائدیـة مـع المعمول به يمنيًا.