2 ديسمبر .. محطة لاستذكار الدروس وعنوان للنصر والبطولة والفداء ..
تأتي ذكرى الـ 2 من ديسمبر، هذه المناسبة الأليمة ذكرى استشهاد الزعيم الرئيس علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين الشهيد عارف الزوكا وكل رفاقهما الخيرين من الشهداء الأبرار الذين انتصروا للمبادئ والقيم وروو تربة الوطن الغالي بدمائهم الزكيه وتضحياتهم الباسلة، وبلادنا ما زالت تعاني من الأزمات والمآسي والمعاناة.
و بقدر ما هي ذكرى أليمة إلا أنها محطة لاستذكار الدروس، وعنوان للنصر والبطولة والفداء، ودرب للعطاء للانتصار للمبادئ والغايات التي سطرها الزعيم الشهيد ورفاقه بدمائهم الزكية والطاهرة.. جاء الزعيم مرفوع الرأس ، ومرفوع الرأس ذهب. وقف أمام موته بشرف وكرامة وعزة نفس لا يقدر عليها إلا الزعماء الأبطال الحقيقيين.
كما أنه استشهد وبندقيته بين يديه، استشهد وهو يقاتل ويدعو أبناء الشعب لطى مشروع الإرهاب الحوثي.. استشهد وحرية الشعب اليمني واستعادة الدولة والديمقراطية وإعادة الأمن والاستقرار والانتفاض بوجه الظلم والطغيان وأن السلطة هي ملك الشعب والتصافح والتسامح وعدم الرضوخ لتعسف الإرهاب الحوثي، كانت وصاياه ونداءه الأخير.
حاولوا أن يذلوه ولكنه هو من اذلهم، ساوموه على حياته بالبقاء في منزله من أجل أن يرهنوا مستقبل اليمن، فساومهم على موتهم من أجل عودة بلده حراً أبياً مستقلاً، وأن يعيش ابناؤه بعزة وكرامة. أرادو منه أن يبيع لهم موقفًا بأن يتخلى عن شعبة ومبادئة وأن يتركهم يعبثون بمؤسسات الدولة وهوية اليمن فنال شرف الشهادة بموقف لن يختلف عليه أحد في شجاعته وبسالته وإخلاصه وحبه ووفائه لوطنه وشعبه، فانتصر عليهم حتى آخر لحظة في حياته وسيظل منتصراً إلي الأبد.
دخل في رحاب الشهداء من أوسع الأبواب، وهذا حق لن يقدر أي أحد أن يسلبه منه، وسجل شهادته للتاريخ بجرأة المحارب، وهذا ما لن يقدر أي أحد أن ينكره عليه. دفع باستشهاده ، كأي بطل من أبطال التاريخ، ثمن الوقوف ضد جبروت الظلم والطغيان السلالي العفن واسيادهم وكل من ساندهم في التمويل والتنفيذ ، وهذا مكسب لا يكسبه العابرون.
سنختلف فيه وحوله وعليه، مثلما يختلف البشر حول الكثير من قادة التاريخ. ولكن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ، الذي قدم روحه الطاهرة ، فداءً للوطن ولما يؤمن به، سيظل، إلى الأبد، واحدا من قلائل المناضلين الذين جعلوا من حياتهم تحديًا صارمًا حتى الرمق الأخير.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول كل قضية، يراها فسطاط من الناس عادلة ويراها غيرهم باطلة، ولكن لن يختلف أحد في أن الزعيم الشهيد دفع المهر الأغلى دفاعًا عن قضيته وموقفه ووطنه وشعبه.
وسنختلف فيه وحوله وعليه، كما نختلف حول الكثير من مفاهيم الحرية والعدالة والطغيان والجبروت والديمقراطية، ولكن لن يختلف أحد في أن الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح كان صاحب مشروع استراتيجي، تاريخي كبير، يجر وراءه الاختلاف في المفاهيم بدلًا من أن ينجر المشروع نفسه وراء صف دون آخر منها.
ولكن هل سنختلف في انه مات شجاعًا وباسلًا؟، هل سنختلف في انه كان صاحب موقف صلب وجريء؟، هل سنختلف في انه خسر كل شيء، وتعرض لكل شيء، ولم يساوم؟.
كان الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح شيئًا من قبيل: أنام ملء جفوني عن شواردها، ويسهر الخلق جراها ويختصموا.
كان شيئا من قبيل: وإنا لقوم لا توسط بيننا، لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
وكان شيئا من قبيل: بلادي وإن جارت علي عزيزة، وأهلي وإن ظنوا علي كرام.
ولهذا ترك لنا الوصايا ورسالته الأخيرة حبًا في اليمنيين ودفاعًا عن جمهوريتهم وحريتهم وأمنهم واستقراراهم ووحدتهم، واستشهد دفاعا عن شرف بلادهم.
استشهد صالح وعزة وكرامة وحرية اليمنيين المهدور، تحت سلطة الطغيان، نُصب عينيه، ونُصب قلبه، ونُصب ضميره. استشهد وهو يسخر من العملاء والأذناب والمأجورين والخونة ويربأ بكرامة اليمنيين أن تقبلهم. استشهد وهو يسمو بنفسه عاليا حتى السماء التي لا يطالها إلا الخالدون.
نصبوا له مسرحية، فجعلها فضيحة لانحطاطهم وخطر مشروعهم على اليمن. ساقوا له كل فرق الموت وكل الأسلحة الثقيلة في مربع لا يتجاوز كليو مترًا واحدًا، فساق لهم بسالته وشجاعتة وحبه لوطنه بحراسته الشخصية . تحدوه بقوتهم، فتحداهم بنيل الشهادة من أجل أن ينهض شعبه ويزيل طغيانهم ليعيش بحرية وكرامة. كان يعرف أن موته مقبل، فلم يُدبر.
عاش بطلًا، ومات شهيدًا، لا نختلف في صلابته، ولا نختلف في نزاهة يده، ولا نختلف في موته مرفوع الرأس.
مات الزعيم الصالح ، ولم يمت، ومازال حيا على مر السنوات رمزاً للحرية والكرامة والعدالة في قلوب كل اليمنيين لمواصلة الثورة والانتصار للشعب الذي ضحى بروحه من اجلة.
وبالأحرى، فقد مات كل الذين قتلوه، فهم ماتوا بعجزهم عن الإطاحة بشجاعته، وإخلاصه ووفائه وحبه لوطنه وشعبه وحبهم له.
الرحمة والخلود للزعيم الشهيد علي عبدالله صالح والأمين الوفي وكل شهداء الجمهورية الأحرار والشفاء للجرحى. ولا نامت أعين الجبناء.
*عميد مركز الدراسات والبحوث بجامعة الحديدة