2 ديسمبر .. صنع مجد البطولة وخلود الأبطال
2 ديسمبر .. عجيب، كيف من يوم واحد يُصنع المجد والخلود؟!،
عجيب كيف من يوم واحد تصنع العزة والبطولة والشموخ؟!.
2 ديسمبر كان يومًا خالدًا للأبطال الوطنيين و فاضحًا بنفس الوقت لمن ليس لهم إلًا ولا ذمة وبائعي الوطن والوطنية ، وكُشف فيه أيضًا الفرق بين عظمة الثرىا وضآلة الثرى.
حين تتحول الخصومة السياسية إلى أحقاد وانتقامات، حينها فقط يكون التوحش هو سيد الموقف وبيع الأوطان مباح عند من رهنوا أنفسهم وأوطانهم في بئر العمالة والخيانة. هذا تمامًا ما حدث في الـ 2 من ديسمبر وما فعله الحوثيون حين تحولت الخصومة لانتقام وتوحش وفجور في الخصومة حد القبح والتوحش.
والحقيقة، أنهم أرادوا لعلي عبدالله صالح الموت والفناء لكن ما حصل هو العكس تمامًا حيث برزت في ذلك اليوم معاني الولاء الحقيقي للوطن وحبه والتمسك به والخوف عليه من التشرذم والتمزق والذود عنه حتى آخر رمق.
أراد الحوثيون للصالح الموت فكُتب له الخلود والبطولة في صفحات التاريخ البطولية وفي أذهان الناس وخارطة الدهشة تعبيرا عن شحاعته ومبادئه الوطنية التي ظل ينادي بها طيلة عقود حكمه وجسدها خلال تلك المدة بكل وطنية ، كما جسدها أيضا في يوم 2 ديسمبر بكل شجاعة وشموخ وإباء وكتب عند الله شهيدا وطنيًا محبًا لشعبه ووطنه.
ما زالت عصابة الحوثي لم تدرك بعد أن الأعمال لا تُمحى لمجرد فناء الحسد لكتها خالدة باقية منحوته على صفحات التاريخ وفي عقول الناس وجمهور البسطاء المحب لمن كان بحبهم وقريب منهم كنبض وريد.
كيف تعرف مجرد عصابة تلهث على فتات الموائد الإيرانية وتتغذى وتشرب دماء اليمنيين وثرواتهم، وتستبيح أعراضهم وتفاقم الانهيار للوطن يوما بعد آخر، كيف تعرف هكذا عصابة معنى الولاء والتضحية والإباء والنضال الوطني؟، ففاقد الشيء لا يعرفه ولا يعطيه أيضًا.
الظروف المأسوية والدموية التي مرت بها اليمن ليس بالسهل علينا نسيانها لأنها حفرت عذاباتاها على جدران أرواحنا ونقشت آلامها على ملامحنا الباهتة..
كما أن الأحداث الجسيمة التي عايشناها خلال سنوات الحرب العجاف، وكما هي مؤلمة وقاسية في نفس الوقت كشفت لنا حقيقة المتصارعين السياسيين من اوصلوا اليمن للانهيار في شتى المجالات، ومن كان حريصًا على كل ذرة من تراب اليمن محاولًا تجنيب البلاد الحرائق والدمار والانهيار.
وما زالت الأيام فاضحة وكاشفة و تخبئ لنا في جعبتها الكثير لنعرف بها أكثر وأكثر من باعوا وأهانوا اليمن ولوثوا شعبها وأذلوه وشردوه وجوعوه، ومن كانوا يريدون ويفعلون أيضًا لرفعته وشموخه وعزته ونمائه ونهضته و رقيه.
العظمة الحقيقة حينما يناضل المرء من أجل وطنه وشعبه، كما فعل زعيمنا الصالح ، حينها فقط يظل النضال والإباء عنوانًا بارزًا لشخصيات خالدة ناضلت كي تبقى على سطور الزمن رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه، وحين نمر عليه ندرك انهم استثنائيون وعظماء لن يجود الزمن بمثلهم ولن يجد التاريخ لهم شبيها.
رحم الله الزعيم الصالح الذي ندمت عليه كل العيون وبكته كل الأرواح، ونعته القلوب وخلدته المواقف ونقشت الحروف مآثره على سطور التاريخ والحياة.. فلم يأت من بعده سوى أرذل القوم احرقوا اليمن وجعلوا أعزة أهلها أذلة