Image

جراء المعاناة .. تراجع خطير في الإقبال على الجامعات اليمنية

كشفت أرقام رسمية عن تراجع خطير في الإقبال على التعليم في الجامعات اليمنية بنسبة تصل إلى 80 في المائة، وذلك بسبب المعاناة المعيشية وارتفاع تكاليف التعليم الجامعي، بالإضافة إلى الغموض في المستقبل الوظيفي للخريجين. 

وأغلقت الجامعات الحكومية الكبرى عددًا من أقسام الدراسات الإنسانية بسبب قلة الطلاب الملتحقين بها.

في كلية التربية بجامعة عدن الحكومية، بلغ عدد المتقدمين للدراسة للعام الأكاديمي (2024-2025) 94 طالبًا وطالبة فقط، موزعين على 15 قسمًا بمعدل 6 طلاب في كل قسم. وتم التحاق أكثر من نصف المتقدمين بثلاثة أقسام فقط وهي اللغة الإنجليزية والحاسوب والدراسات الإسلامية.

وفي جامعة صنعاء، بلغ عدد الطلاب المقبولين للعام الجامعي 2022-2023 حوالي 10,579 طالبًا وطالبة، بينما كان العدد في الأعوام السابقة أعلى بكثير. وسجلت حالة عزوف غير مسبوق في كليات كبرى داخل الجامعة، حيث لم يتجاوز عدد الملتحقين ببعض الأقسام الأربعة طلاب قليلين.

تعود أسباب هذا التراجع وفقًا لعارف السقاف، أستاذ اقتصاد الأعمال في جامعة عدن، إلى الوضع الاقتصادي المتدهور الذي جعل العديد من العائلات غير قادرة على تحمل تكاليف التعليم الجامعي، بالإضافة إلى الشعور بالإحباط بين الشباب بسبب تراجع فرص التوظيف بعد التخرج.

متخصصون في قطاع التعليم في مناطق سيطرة الحوثيين يشيرون إلى أن توقف رواتب الموظفين والفقر المدقع دفع الشباب إلى البحث عن فرص عمل في مجالات أخرى داخل وخارج اليمن لمساعدة عائلاتهم. وكثير من المعلمين تركوا وظائفهم للعمل في مهن أخرى من أجل تأمين احتياجاتهم الأسرية.

بالنظر إلى هذه الأرقام المقلقة، يبدو أن التعليم الجامعي في اليمن يواجه تحديات كبيرة تتطلب تدخل سريع وفعال لتحسين الوضع وتشجيع الطلاب على متابعة دراستهم الجامعية.