من يملك قرار اتخاذ قرار السلم في اليمن؟
تعاني اليمن منذ سنوات من حرب دامية تسببت بمعاناة شديدة للشعب اليمني. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، بدأت بعض الشخصيات اليمنية في تحركات لتحقيق السلام في اليمن، ولكن بشكل غريب وغير مفهوم، حيث تمت هذه اللقاءات في دول لا تمتلك صلاحية اتخاذ القرار في الحرب والسلم كسويسرا أو هولندا أو النرويج أو السويد.
إن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا تتجه هذه الشخصيات إلى الرياض أو طهران أو اشنطن حتى إلى صنعاء؟ فالمراكز التي انطلقت منها الحرب هي التي يجب أن تكون مراكز اتخاذ القرار بشأن السلم. وبالتالي، فإن الشخصيات التي تم دعوتها لم تكن شريكة في اتخاذ قرار الحرب، وبالتالي ليس بأيديها اتخاذ قرار السلم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ اليمن.
لقد بذلت العديد من المؤسسات والمنظمات جهودًا كبيرة لوضع حد لمعاناة اليمن واليمنيين، إلا أنها باءت بالفشل لوجود أكثر من لاعب في الحرب اليمنية التي أشعلتها مليشيا الحوثي بانقلابها على الدولة، ولهذا وعلى ما يبدو أن هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة بسبب عدم وجود رؤية موحدة تقود هذه الجهود نحو تحقيق السلام في اليمن.
في هذا السياق، يجب أن نشيد بدور بعض الناشطين والناشطات اليمنيين الذين اتبعوا موقفًا حياديًا ولم ينجروا إلى حملات المواجهة المتعصبة ضد أي طرف من الأطراف. ويجب أيضًا أن نقدر جهود المؤسسات المدعومة من المنظمات والدول الساعية لتحقيق السلام في اليمن.
إن الحل الحقيقي لأزمة اليمن يكمن في وجود رؤية موحدة تقود الجميع نحو تحقيق السلام، وفي وجود شخصيات يمنية تمثل جميع الأطراف المتنازعة وتمتلك قدرة على اتخاذ القرار بشأن مستقبل البلاد. إذا تم تحقق هذه الشروط، فإننا نأمل أن يتم وضع حد لمعاناة اليمن وتحقيق السلام الذي يتمناه الجميع.