Image

دفاع مانشستر سيتي «المتقهقر» يزيد معاناة الفريق قارياً ومحلياً

كان تقهقر مانشستر سيتي الإنجليزي مفرّطاً بتقدمه على ضيفه فينورد الهولندي بثلاثية نظيفة ليكتفي بالتعادل 3 – 3، هو عنوان المباراة الأكثر إثارة في أحداثها بالجولة الخامسة لدوري أبطال أوروبا التي انتهت قمتها بين بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان بفوز الفريق الألماني 1 - 0.

وفي لقاء كان يشير إلى أن سيتي سيحسمه بسهولة بعد التقدم بثلاثة أهداف نظيفة حتى الدقيقة 75، انقلبت الأوضاع فجأة واستطاع فينورد العودة بثلاثية عادل بها النتيجة ليحصل على نقطة. وأدت هذه النتيجة إلى تمديد سلسلة مانشستر سيتي الخالية من الانتصارات إلى 6 مباريات.

//غوارديولا جرح انفه في لحظة إنفعال عفوية (اب)

وأعرب الإسباني جوسيب غوارديولا، المدير الفني لمانشستر سيتي، عن صعوبة تقبل التعادل في لقاء فرض فيه هيمنته المطلقة على اللقاء وقال: «كانت المباراة جيدة، سجلنا ثلاثة أهداف وكان بإمكاننا تسجيل المزيد لكن في النهاية ارتكبنا أخطاء ولم نتمكن من السيطرة على الدقائق الأخيرة، لم نتمكن من تسجيل الهدف الرابع أو الخامس، ولسوء الحظ، حدث شيء ولم نكن أقوياء بما يكفي للدفاع، علينا الاستعداد والتعافي سريعا». وأكد غوارديولا: «كان وما زال وسيظل موسماً صعباً بالنسبة لنا».

وكان انفعال غوارديولا على خط الملعب ملحوظاً لدرجة أنه جرح نفسه عندما حاول حك أنفه منفعلاً بأظافره. وعندما سُئل عن ذلك خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، أجاب غوارديولا بأنه تسبب في ذلك بظفر إصبعه، وأضاف على ما يبدو على سبيل المزاح: «أريد أن أؤذي نفسي». ودخل سيتي، ثاني الدوري الإنجليزي، المباراة بعد 5 هزائم متتالية في جميع المسابقات.

ووضع غوارديولا الذي كان جالساً على مقاعد المدربين رأسه بين يديه بعد خطأ فادح من المدافع الكرواتي يوشكو غفارديول أهدى الهدف الأول لفينورد عبر الجزائري أنيس حاج موسى.

ولجأ الإسباني إلى وسائل التواصل الاجتماعي لتوضيح رده قائلاً: «لقد فوجئت بسؤال في نهاية المؤتمر الصحافي حول خدش في أنفي... لم تكن إجابتي بأي حال من الأحوال تهدف إلى الاستخفاف بقضية الأذى الذاتي الخطيرة للغاية».

وأضاف: «أعلم أن العديد من الأشخاص يعانون من مشكلات الصحة العقلية كل يوم، وأود أن أغتنم هذه اللحظة لتسليط الضوء على الطرق التي يمكن للأشخاص من خلالها طلب المساعدة...».

وعاد غوارديولا للكلام عن فريقه، مشيراً إلى الهشاشة في الدفاع باتت عامل قلق. وبدلاً من التوجه إلى ملعب «أنفيلد» لمواجهة ليفربول، الأحد، بفوز يرفع المعنويات، سيكون على غوارديولا السفر بكثير من الشكوك حول خط دفاعه.

واستقبلت شباك مانشستر سيتي هدفين أو أكثر في 6 مباريات متتالية في جميع المسابقات لأول مرة منذ مايو (أيار) 1963. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل يبدو أن الفريق قد نسي كيف يحقق الفوز، حتى عندما يكون في أكثر المواقف قوة.

وعندما سجل إيرلينغ هالاند الهدف الثالث لتصبح النتيجة تقدم مانشستر سيتي بثلاثية نظيفة في الدقيقة 53 ضد فينورد، بدا الأمر وكأن أصحاب الأرض في طريقهم لاستعادة سكة الانتصارات بعد 5 هزائم متتالية. لكن الفريق المتوج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2023 أهدر نقطتين بشكل لا يمكن تفسيره وخرج اللاعبون من ملعب المباراة وسط صافرات وصيحات الاستهجان فور نهاية اللقاء.

من جهته، أقرّ الألماني إلكاي غوندوغان لاعب وسط مانشستر سيتي بأن الهزيمة أمام مضيفه ليفربول الأحد قد تُنهي آمال فريقه بطل المواسم الأربعة الأخيرة في الاحتفاظ بلقبه.

ويتأخر سيتي صاحب المركز الثاني برصيد 23 نقطة، بفارق 8 نقاط عن ليفربول المتصدر.

وكان غوارديولا قد اعترف، في وقت سابق، بأن دفاع سيتي عن اللقب سيكون صعباً إذا خسر في ملعب أنفيلد بعد الهزيمة أمام توتنهام برباعية نظيفة الأسبوع الماضي.

ولم تشذ كلمات الدولي الألماني غوندوغان (34 عاماً) عن تقييم مدربه وقال: «البقاء في سباق اللقب يتوقف على نتيجة مواجهة ليفربول، إنها مباراة لا يستطيع مانشستر سيتي أن يخسرها، لأن 11 نقطة ستكون فجوة ضخمة».

وتابع: «(أنفيلد) دائماً ما يكون صعباً، بغض النظر عن الموقف. لقد عانينا في السنوات الأخيرة للذهاب إلى هناك ونعلم أن ليفربول فريق رائع يملك ثقة كبيرة الآن. يبدو أننا يجب أن نخوض هذا الموسم بأصعب طريقة ممكنة».

وعن التعادل أمام فينورد، قال غوندوغان: «هذا التعادل جاء بطعم الخسارة... الإحساس الآن هو خيبة أمل كبيرة ولكن هذه هي كرة القدم، تخلق أحياناً لحظات لا تصدق ولحظات صعبة يجب أن تواجهها».

وعلق قائد المنتخب الإنجليزي السابق والمحلل الرياضي آلن شيرار قائلاً: «يبدو سيتي ضعيفاً وهشاً. حتى قبل نهاية المباراة بدقيقتين في ظل التقدم 3 – 2، لعب الفريق ركلة حرة بشكل متسرع، كان يتعين عليه أن يقتل المباراة. لقد كان في وضع مريح للغاية».

ولم يحافظ مانشستر سيتي على نظافة شباكه منذ 26 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما فاز بهدف دون رد على ساوثهامبتون المتعثر. ومنذ ذلك الحين، استقبل الفريق 17 هدفاً في 6 مباريات، وهي إحصائية مذهلة بالنظر إلى أن نجاح الفريق تحت قيادة غوارديولا كان مبنياً على أسس دفاعية صلبة.

والآن، يتعيّن على مانشستر سيتي القيام بالكثير من العمل إذا كان يريد حقاً تجنب خوض جولة فاصلة من مباراتين في فبراير (شباط) من أجل التأهل لدور الـ16 لدوري الأبطال. يجب على الفريق احتلال أحد المراكز الثمانية الأولى لكي يتأهل بشكل مباشر إلى مرحلة خروج المغلوب، لكنه يحتل المركز الخامس عشر حالياً. ويخوض مانشستر سيتي مباراتين صعبتين أمام يوفنتوس في 11 ديسمبر (كانون الأول) وباريس سان جيرمان في 22 يناير (كانون الثاني) في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يستضيف كلوب بروج على ملعب الاتحاد في 29 يناير.

وعلى عكس سيتي، قدّم مواطنه آرسنال عرضاً كبيراً وخرج بانتصار 5 - 1 على سبورتينغ لشبونة البرتغالي ليبعث برسالة تحذير لمنافسيه.

وأشاد الإسباني ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، باستخدام فريقه الذكي للكرة والمثابرة ضد سبورتينج الذي تغلب 4 - 1 على مانشستر سيتي في الجولة السابقة وانتصر في 17 من آخر 18 مباراة في كل المسابقات. وقال أرتيتا: «أنا سعيد للغاية، لقد حققنا نتيجة كبيرة أمام منافس كبير. أردنا أن نفرض كلمتنا. شعرت بطاقة جيدة حقاً قبل المباراة، كان الشوط الأول استثنائياً ومنحنا الفرصة للفوز بالمباراة. كنا أذكياء للغاية وفعالين في الطريقة التي هاجمنا بها المنافس. إنه فوز مهم بالنسبة لنا».