منظمة غير رشيد أو فقيه ..؟
شهدت اليمن خلال السنوات الأخيرة حربًا دامية ومروعة، ولم تكن منظمات حقوق الإنسان بمنأى عن هذه الأحداث الصادمة. ومن بين هذه المنظمات كان هناك منظمة معينة تميزت بوضعها الخاص والمحمي في مناطق سيطرة الحوثيين، دون تعرضها للضغوط أو الانتهاكات التي تعرض لها العديد من الجهات الأخرى.
تم استخدام صاحب هذه المنظمة الغير رشيد و لا فقية كأداة لترسيخ هذه المنظمة الغير معروفة، ومنحته التمويل والشهرة من خلال الدعم القوي من القوى الخارجية التي كانت تتعامل معها. وبفضل هذا الدعم، نجحت المنظمة في تأمين وضع خاص لها، حتى وصل الحوثيون إلى مرحلة فرض شروط على الجهات المانحة للتعامل معها حصريًا، مما جعل العديد من المنظمات تجد صعوبة في العمل في اليمن دون التعاون مع هذه المنظمة.
والأمر الأكبر هو تجاهل المنظمة للانتهاكات التي يتعرض لها الوطن بشكل عام من قبل الحوثيين، حيث لم تذكرهم كجهة متهمة في تقاريرها قبل عام 2019 وحاولت بعدها تضليل الرأي العام حول دورهم في الصراع.
وما يجعل الأمر أكثر صدمة هو الحصانة التي يتمتع بها رشيد والتي تجعله يعيش بحرية كاملة وامتيازات العمل دون التعرض لأي عقوبات أو انتقادات. في حين تعاني العديد من المنظمات الأخرى ونشطاؤها من التعذيب والاعتقال وحتى القتل.
لذلك، يبقى السؤال الكبير هنا هو كيف تمكنت هذه المنظمة من الحصول على هذا الوضع الخاص والمحمي؟، ومن أين جاءت الحصانة التي تتمتع بها رشيد؟ وهل هذا الوضع يعكس حقيقة الوضع في اليمن والانتهاكات التي ترتكب بشكل يومي؟
خلال السنوات الأولى من الحرب في اليمن، لعبت هولندا وألمانيا دورًا مشبوهًا في دعم نشاط رشيد ومنظمته. كانت بعض السفارات الغربية، بما في ذلك السفارات الهولندية والألمانية، مفتوحة في صنعاء حتى عام 2019، على الرغم من أن معظم الدبلوماسيين الأجانب قد غادروا. وفي ظل الظروف القاسية التي عاشها الشعب اليمني، كان من المفترض أن تكون هذه السفارات الداعم الرئيسي للجهود الإنسانية والدبلوماسية لإنهاء الحرب والمساعدة في تحقيق السلام.
لكن بدلاً من ذلك، كان الدعم الذي قدمته هولندا وألمانيا موجهًا بشكل انتقائي، استفاد من تقارير المنظمة الغير رشيد لتجميل صورة الحوثيين وإخفاء حقيقة جرائمهم. وقد أكدت منظمات محلية كثيرة في اليمن هذه الحقيقة وكشفت عن الأجندة الخفية التي كانت وراء هذا الدعم.
منظمة الغير رشيد او فقيه في العمل الانساني كانت تعمل على توجيه النشطاء والمنظمات والعملاء السياسيين، وكان "المرشد الخفي" الذي يوجههم ويكشف لهم هوية من يعارضهم. وبالرغم من محاولاته لإظهار نفسه كشخص ذو مصداقية واحترافية، إلا أنه كان ورقة يستخدمها الحوثيون لأغراضهم الخبيثة.
إذا كانت منظمة الغير رشيد تعتقد انها بفقه المكر تستطيع خداع الجميع، فأنتي مخطئة.
لا يهم كم كنتي ذكيًة أو ماهرة، فإنك في النهاية ستكونين مجرد أداة في أيدي الأشخاص الذين لا يهتمون إلا بأجندتهم الخاصة. ورغم كل الجهود التي بذلتها للبقاء في الدور الذي اخترته، فإنك في النهاية ستكون ضحية لأولئك الذين استغلوك لأغراضهم الشخصية.
لذا، عليك أن تتذكر دائمًا أن الأمانة والشرف والمبادئ هي القيم التي يجب علينا جميعًا أن نتمسك بها في عملنا، سواء كنا مسؤولين دبلوماسيين أو نشطاء أو منظمات حقوقية. وعلينا أن نتأكد من أننا لا نصبح أدوات في أيدي الأشخاص الذين لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية، وأن نعمل بشفافية ونزاهة لنساهم في بناء عالم أفضل وأكثر عدالة.
على الجهات المعنية بمراقبة وتقييم عمل المنظمات الدولية أن تتخذ إجراءات حازمة لضمان عدم تحول هذه المنظمات إلى أدوات لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية على حساب حقوق الإنسان والعدالة في الدول التي تعمل فيها. وعلى الحكومات المعنية بحماية حقوق الإنسان أن تضع آليات فعالة لمراقبة ومحاسبة المنظمات التي تتجاوز حدود واجباتها وتعمل بمثل هذه الطريقة غير المسؤولة.