اليمن وخراب أبو عبلة!
اليمن من كانت توصف باليمن السعيد، ومن تنافس على احتلالها البرتغاليين والإنجليز والفرس بسبب الموقع الاستراتيجي والطبيعة الخلابة التي تمثلها بالنسبة لهم، وما تحتويه من ثروات ومعادن، وجزر تتحكم في حركة الملاحة البحرية، اليمن السعيد لم يعد سعيدًا كما كان، بل أصبح يُلقب بأسوأ دولة عربية وأفقر دولة ناشئة على وجه الأرض.
في الماضي كان اليمن وجهة لكل من يبحث عن الأمن والأمان والاستقرار والحياة الكريمة وقد زاره التجار وأصحاب الأعمال وطلبة العلم وقد اشتهرت اليمن في العديد من الكتب الحضارية بأنها طريق للتجارة، وخاصة تجارة البخور واللبان والقهوة وهل هناك أفضل من القهوة اليمنية؟ وهل هناك أغلى وأثمن من العقيق اليمني؟
وقد مرت اليمن بالعديد من المنعطفات التاريخية في تاريخها المعاصر، بدءاً من حكم الإمامة في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب، وحرب التقسيم بين شطري اليمن عام 94م لكن اليمن تغلب على كل ذلك وخرج أقوى وأكثر تماسكاً ولعل الحرب الأكثر دموية هي الحرب الأخيرة التي شهدها اليمن، والتي أدت إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتفكك اليمن على أسس طائفية وأيديولوجية..
و هناك قوى خارجية شجعت هذه الصراعات، بعد سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2015م، ومنذ ذلك الحين دخل اليمن في ما يشبه الخراب الذي يصعب استعادته.
فالشعب اليمني في الشمال لم يعد هو الشعب اليمني الأصيل بل حولته مليشيا الحوثي إلى شعب يبحث عن كسرة خبز وشربة ماء. وعلى مدى السنوات التسع الماضية وحتى يومنا هذا، وتحول اليمن إلى ما يشبه الدول المتحاربة التي لا تعترف كل دولة فيها الأخرى، لمأرب حكمها واستقلالها المالي والإداري، وعدن تحت حكم مليشيا ، وتفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية وصنعاء وبقية المحافظات الشمالية أصبحت الآن تحت حكم مليشيا الحوثي ولها مناهج دراسية تختلف عن مناهج عدن، وعقيدة الجيش في مأرب تختلف عن عقيدة الجيش في عدن الريال اليمني العدني ليس له جواز سفر لدخول صنعاء، وإذا دخل فلا قيمة له.
وبالعودة إلى معنى لقب «خراب ابو عبلة » وماذا يعني خراب أبو عبلة؟ طبعا أبو عبلة قطعة أرض وهي مشهورة في إحدى مناطق اليمن واشتهرت بخصوبة تربتها وتناقلها أصحابها جيلاً بعد جيل، حتى ضربتها صاعقة رعدية، فحدثت خراب كبير فيها هذا الخراب جعل أبو عبلة يفقد خصوبته، وأصبح مثلاً في الخراب بعد أن كان مثلاً في الخصوبة، وهذا هو الحال في اليمن التي أصبحت أقرب إلى هذه الوصف كخراب أبي عبلة بعد أن كانت تسمى باليمن السعيد وحاول ورثة أبو عبلة جيلا بعد جيل بشتى الوسائل إعادته إلى سابق عهده، لكنهم لم يستطيعوا إصلاح الخراب الذي أصاب أرضهم.
إذا عدو أبو عبلة معروف عند ورثته أما نحن كشعب يمني فمن المسؤول عن خراب اليمن ومن هو عدو اليمن يا ترى؟!.