رؤساء وملوك وأمراء القمم بلا ذمم
قال الله عز وجل في محكم التنزيل بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) صدق الله العظيم..
أكثر من أربعمائة يوم ومنذ انطلاقة معركة السابع من اكتوبر لعام 2023 م، وفلسطين وأهل غزة يواجهون أحقر وأكبر عدوان عالمي يتم فيه استخدام كافة أنواع الأسلحة العسكرية مثل الطيران المتلخف أنواعه والذي يلقي جميع القنابل، ومن ضمنها القنابل المحرمة دوليًا مثل قنابل الفسفور الأبيض، ورؤساء وملوك وأمراء القمم بلا ذمم..
تم دك وتدمير غزة وقتل أطفالها ورجالها وشيوخها ونسائها وعجزتها، ورؤساء وملوك وأمراء القمم يتفرجون، ولم نسمع منهم إلا الشجب والتنديد والاستنكار فقط. ويأتي ذلك عبر خطابات وكلمات في عدة قمم عُقدت في جمهورية مصر العربية وفي المملكة العربية السعودية، وعندما نتابع ونسمع تلك الكلمات، ومع الأسف الشديد، فكل زعيم أو رئيس أو ملك أو أمير يتحدث عن موضوع مختلف عن بقية الكلمات التي أُلقيت في تلك القمم والتي هي مختلفة أيضًا عن بعضها البعض..
وجاءت القمة العربية والاسلامية والتي عُقدت الاثنين في تاريخ 11/11/2024 في العاصمة السعودية الرياض إلا مثل سابقاتها من القمم. وسمعت الكلمات التي أُلقيت من قبل الرؤساء والملوك والأمراء ووجدتها مثل تلك الكلمات التي أُلقيت في القمم السابقة، ولم تأتي بأي جديد، وكلها تنديد وشجب واستنكار مع توجيه كلمة الشكر والتقدير على كرم الضيافة وحسن الاستقبال لملك أو رئيس الدولة المستضيفة لتلك القمة فقط ... الخ..
ولم نسمع من أي رئيس أو ملك أو أمير المطالبة بتقديم أي دعم مادي أو لوجيستي لأهل فلسطين وأهل غزة أو الوقوف وقفة رجل واحد وتقديم كل ما يلزم من دعم لأهل غزة، بل يطالبون الأمم المتحدة بتعليق عضوية اسرائيل في الامم المتحدة ويترجون وبطالبون بالسماح بفتح المنافذ البرية والحدودية مع غزة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة..
وكذلك، ومع الأسف الشديد، أن هؤلاء القادة لم يتطرقوا لما يحصل في اليمن من حروب وعدوان متواصل عليه، ولم يتطرقوا لما يحصل في لبنان إلا بشبه الكلام فقط، ولم يتطرقوا لما يحصل في سوريا، ولا لما يحصل في السودان، وما يحصل من نكسات اقتصادية في تلك البلدان. وجاءت أكثر المطالبات من قبل هؤلاء القادة، المطالبة بحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ومن دون طرح أي حلول أخرى أو مبادرات تنهي تلك الصراعات التي حدثت وتحدث في تلك الدول العربية أو حل الصراع العربي الاسرائيلي..
هؤلاء، ومع الأسف الشديد، رؤساء وملوك وأمراء قمم بلا ذمم ويحملون وجوها يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة.. والله المستعان وحسبنا ونعم الوكيل عليهم جميعاً ضيف ومستضبف..
والله من وراء القصد.