Image

تؤكدها تحركات إدارة ترامب وتقارير الأمم المتحدة .. إيران .. ذراع أمريكا وإسرائيل لتدمير دول المنطقة وقتل شعوبها .. اليمن أنموذجا

تتكشف يومًا بعد آخر، المعلومات التي تؤكد بأن ايران وأذرعها الشيعية والاخوانية، ما هي إلا ذراع تدمير امريكية – اسرائيلية لدول المنطقة وقتل لشعوبها، وتنفيذًا للمخططات التي تمنح المخابرات الغربية والاسرائيلية الحق في  التحكم بمصير المنطقة.
وتؤكد التقارير والشواهد التي رصدت منذ بداية ما سمي "الربيع العبري" الذي تصدرته ذراع ايران الاخوانية، والتي طالت دولا عربية ذات اهمية خاصة بالنسبة لتهديد الكيان الصهيوني، وعلى راسها مصر وسورية وليبيا واليمن وحاليًا السودان، وقبلها العراق"، وما ستأتي من دول عربية ما زالت في طابور الانتظار على سلم المخطط "الصهيو امريكي - ايراني".

من الربيع الى البحر 
ومن خلال تتبع مسار ذراع ايران المتمثلة بتنظيم الاخوان المسلمين الارهابي وتصدرها لقيادة ما سمي "الربيع العبري" الذي اطاح بعدد من الأنظمة العربية ذات المواقف المتصلبة تجاه الوجود الصهيوني في المنطقة ومناصرته الشديدة لقضية الشعب الفسلطيني، والذي شاركت فيه ذراع ايران الشيعية حينها بشكل خفي، كشفت لنا المواقف الأمريكية حينها التي كانت تحت إدارة الديمقراطيين ممثلة بالرئيس الامريكي باراك اوباما، المؤيدة لتلك الفوضى والدمار الذي طال عدد من الدول العربية.
ومع بدء خفوت ذلك الربيع ، تم اسناد المهمة لاستمرار الفوضى والدمار لتأمين اسرائيل، من خلال تنفيذ المرحلة الثانية من المخطط المرسوم غربيا والممول عربيا، دفعت ايران بذراعها الشيعية الى الواجهة، مزودة بأسلحة متطورة ومواد ممنوعة ذات طابع تدمير للشعوب كالمخدرات والدعارة والإتجار بالبشر، والتي نالت حظها من التواطؤ الامريكي عبر إدارة الجمهوريين حينها خلال فترة  رئاسة ترامب الاولى، وتبعتها إدارة الديمقراطيين المقربة من ذراع ايران الاخوانية ممثلة بالرئيس المنتهية صلاحيته "بايدين"، وتأثيرها على الراي العام الاقليمي والدولي وحتى الأممي والذي ظهر متخاذلا ومتسامحا مع ما تمارسه أذرع ايران بدول المنطقة خاصة في اليمن، وصولا الى ما حدث في غزة وحاليا في لبنان.

من الدمار الى القرصنة
وخلال تلك الفترة التي أمتدت حتى وصول الجمهوريين مع ترامب مرة اخرى الى البيت الابيض، واصلت الأذرع الايرانية تنفيذ المخطط "الصهيو أمريكي – ايراني"، تنفيذ المهمة وتطويرها بما يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية والغربية عموما الى جانب تقديم خدمات جليلة لايران بالمقابل، وذلك من خلال الدفع بها إلى البحر الأحمر وباب المندب، عبر تنفيذ هجمات ضد الملاحة الدولية هناك.
وبذلك يكون المخطط انتقل الى مرحلة متطورة بعد استكمال مرحلة اسقاط الانظمة وتدمير البلدان، وصولا الى تقديم الذرائع إلى اسرائيل للقضاء على ما يهددها في محيطها من خلال الدفع بها لتدمير المقاومة الفلسطينية تحت ذريعة القضاء على ذراع ايران الجديدة (المتحولة) والتي تجمع ذراعيها الاخوانية والشيعية (حماس) التي نفذت مخطط "طوفان الاقصى" الايراني بجدارة.
ومن خلال طوفان ايران "الذريعة" تكون ايران انتقلت بعملياتها ضد الدول العربية وسكانها المستهدفة من مرحلة تدمير مؤسساتها واسقاط انظمتها والقضاء على اعداد كبيرة من سكانها من خلال القتل المباشر او التهجير او التسبب لهم باعاقات دائمة، وصولا الى افقار تلك الشعوب وجعلهم يعجزون عن تهديد اسرائيل لعقود طويلة.

ذرائع وتضليل 
واستخدمت ايران، وفقا لمراقبين للاوضاع في المنطقة، وخاصة اليمن، مبدأ "الذرائع والتضليل والمراوغة" في استمرار اذرعها في تدمير الشعوب التي تتواجد في اطارها كالعراق وسورية واليمن على وجه الخصوص، ومن قبل تلك الدول الثلاث تم تدمير الدولة اللبنانية التي كانت تعد من اكثر الدول العربية نموا وازدهار وحياة رفاهية.
وفي اليمن، واصلت عصابة الحوثي الايرانية "ذراعها" تنفيذ المخطط المشار اليه سابقا بجدارة نتيجة إدارة عملياتها التي طالت نظام البلاد وشعبها، عبر خبراء ايرانيين ومن حزب الله المتمرسين في تنفيذ رؤية ايران حول كيفية تدمير الدول الشعوب، من خلال استخدام القوة المفرطة في التعامل مع كل من يعارض المشروع والمخطط، فضلا عن إحداث حالة من الركود والفساد في الحياة الاقتصادية وتحويلها للعمل لصالح الجماعة بدلًا من الشعب، ما أدى لتدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، فضلًا عن تدمير محاولة الوصول لتغيير الجانب العقائدي بما يخدم مشروعها.
وباتخاذها الذرائع والتضليل والتنصل عن أي اتفاقيات، استطاعت عصابة الحوثي إفشال جميع جهود الامم المتحدة والاقليم في التواصل الى حلول للوضع في اليمن، ونالت قدرًا كبيرًا من الدعم الامريكي والغربي ولو بشكل غير مباشر، والذي لعبه المبعوث الامريكي لليمن تيم ليندر كينغ الذي جاء الى الازمة من البوابة الامريكية بعيدًا عن البوابة الاممية، فيما استطاعت الادارة الامريكية من خلال مصالحها الطاغية على دول المنطقة التأثير على تدخلها في اليمن وافشالها، وهو ما يوافق توجه بعد تلك الدول خاصة السعودية.

وثائق أممية صاغها خبراء دوليين
ويرى المراقبون للشان اليمني والمنطقة عمومًا، بأن التقارير التي تصدر عن فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الامن الدولي المعني باليمن، خاصة التقرير الأخير، يرون فيه وثائق اممية صاغها خبراء دوليون، تدين في كل محتوياتها وفروعها واقسامها ايران بشكل صريح ومباشر، وتتهمها بالوقوف وراء كل ما يجري في اليمن والمنطقة من عمليات قتل وتدمير وتهريب للأسلحة والمخدرات والإتجار بالبشر واستهداف للملاحة الدولة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وتؤكد تلك التقرير، وفقًا للمراقبين، بأن المجتمع الدولي وخاصة الأمم المتحدة والإدارة الامريكية التي تقود تحالفات عسكرية لحماية الملاحة وحماية المياه الاقليمية الدولية في المنطقة، من خلال تقاريرها الخاصة باليمن، أو تلك الخاصة بعمليات احباط تهريب أسلحة ومخدرات ايرانية تجاه اليمن ودول افريقية، تؤكد مجملها بأن ايران هي الدولة الوحيدة التي تقف وراء تلك العمليات الارهابية عبر أذرعها المختلفة المنتشرة في اليمن ولبنان والعراق وسورية، أو تلك المتصلة بالتنظيمات الارهابية كداعش والقاعدة في العراق وسورية والصومال واليمن.
ومع ذلك يقول المراقبون، لم تتعامل الأمم المتحدة ولا الإدارة الامريكية او حتى المجتمع الدولي، بشكل مباشر مع ايران ونظامها الذي يرعى بشكل مباشر العمليات الارهابية والتخريبية في المنطقة واليمن على وجه الخصوص، باعتبار ان تلك التقارير الاممية تصدر فيما يتعلق بالازمة اليمنية التي تقف واشنطن في طابور الوسطاء الدوليين لانهائها وفقًا لمزاعمها وتصريحات مسؤوليها.
وفي واقع مستغرب أن يتم الإقرار والاعتراف وتوثيق جرائم ايران بحق دول المنطقة خاصة اليمن، فضلًا عن إضرارها بالمصالح الدولية من خلال استهدافها للملاحة الدولية في أهم الممرات المائية في العالم "باب المندب والبحر الأحمر"، لا يتم اتخاذ تجاه مصدر تلك الاحداث الاجرامية والارهابية، بحزم من خلال اتخاذ اجراءات دولية واممية رادعة ضدها، واحتفت تلك الجهات الدولية باصدار التقارير ورصد جرائم ايران وعملياتها الغير مشروعة " تجارة سلاح وتهريبه وتجارة مخدرات وتهريبها والاتجار بالبشر والرقيق".

تحركات أمريكية جديدة
ومع وصول الرئيس الجمهوري المتخب دونالد ترامب الى البيت الابيض مجددا كرئيس لامريكا على مدى اربع سنوات مقبلة، بدأت تلك الادارة اتصالاتها مع اطراف دولية واقليمية للعب دور المنقذ هذه المرة، والإطفائي لحرائق الادارات الامريكية السابقة في المنطقة والعالم.
وفي هذا الاطار، تؤكد التقارير الاخبارية الدولية بأن إدارة ترامب الجديدة اعطت كل من فرنسا والسعودية الضوء الاخضر للتباحث مع ايران بشكل مباشر وغير مباشر بشأن حل القضايا في اليمن ولبنان وما يتعلق بالهجمات على الملاحة الدولية.
وحسب التقارير، فقد منحت باريس الحق في البحث عن كيفية الوصول الى اتفاق بشأن الملف النووي الايراني مع الادارة الترامبية، مقابل الوصول الى حل يوقف الحرب في لبنان وحتى للأزمة السورية، دون الاشارة الى القضية الفلسطينية وما يجري في غزة.
ووفقًا لذات التقارير، فقد منحت السعودية الحق في التباحث مع ايران حول الأزمة اليمنية ووقف الهجمات الايرانية على الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والتي بدأتها السعودية فعلًا من خلال ارسال رئيس هيئة الاركان السعودي الفريق الركن فيّاض بن حامد الرويلي، الاحد، الى ايران تحت عنوان التباحث حول "تنمية العلاقات الدفاعية بين البلدين".
تلك التحركات جاءت بعد ان اطلق الرئيس الامريكي المنتخب ترامب العديد من الوعود بحل جميع مشاكل المنطقة ووقف الحروب فيها، الى جانب وقف الحرب الروسية – الاوكرانية، دون الحديث عن حل الازمة اليمنية المباشرة المتمثلة بانهاء العبث الايراني بحياة الشعب اليمني عبر وكلائها عصابة الحوثي.

الارهاب الايراني وترامب
ومن خلال تلك التحركات الامريكية والتصريحات التي اطلقها ترامب، وواقع الحال الذي تعيشه ايران واذرعها من ترقب لما ستقرره الادارة الامريكية الجمهورية هذه المرة، وما سيصدر عنها من تكليفات لمهمات جديدة لايران واذرعها، تقبى الاوضاع في اليمن متدهورة وتزداد سواء يوما بعد يوم، نتاج طبيعي للتدمير الذي طال المؤسسات وما تعرض له الشعب من قتل وتشريد وتدمير لمصادر عيشه والتي بدات باسقاط نظام حكومه الديمقراطي المنتخب، وصولا الى الوقوف امام أي مشروع سلام يعيد له حياته الكريمة التي كان ينعم بها.
كما تظل الاوضاع في شتى المجالات متأثرة بما سيقرره اللاعبون الاقليميون والدوليون الذين كان لهم اسهامات كبيرة في تدمير البلاد والقضاء على حياة اليمنيين وايصالهم الى ما يعيشونه اليوم من تدهور في المعيشية وكل مناحي الحياة الاخرى، وتحويل العملة المحلية "الريال" الى ورقة للمساومة على حياة اليمنيين.. ومنح الحوثيين الحق في التفاوض ووضع الحلول لما ستكون عليها البلاد مستقبلا، بدلا من معاقبتهم ومحاسبتهم لتسببهم بتدميرها وقتل شعبها، وتسببها في ازمات اقتصادية دولية من خلال استهداف الملاحة الدولية في المنطقة.. الأمر الذي يؤكد طبيعة العلاقة بين دول اللعبة التي رسمت المخطط الذي يجري تنفيذه منذ 2010، والذي حمل عناوين كثيرة منها "بالربيع العربي، والفوضى الخلاقة، وشرق أوسط جديد، وصفقة القرن، وطوفان الاقصى"، فيما نهاية ذلك لم تحدد زمانه ومكانه ولا حتى تسميته.