هل بات تكتل عدن مكملًا لانقلاب الحوثيين؟!
في الوقت الذي ينتظر فيه اليمنيون من التحالف والرئاسي والحكومة، وضع حلول حقيقية للمعضلة الاقتصادية تخرج البلاد من الحالة المتردية التي تعيشُها، والتصدي بحزم للمشروع "الاستعماري" الذي تسعى عصابة مدعومة من إيران لفرضه على اليمن والإقليم، يظهر لنا تكتل يعيدون من خلاله تدوير قوى وشخصيات لا تحظى برضا الأغلبية، ووجوه قديمة، وكأنَّ المشكلة بالأساس في إعادة تسمية وإيجاد تكتلات وتشكيلات جديدة وبمسميات تتغنى بشعار العمل الوطني، بينما هي تتبع أجندات خارجية تقود الوطن إلى المجهول.
أين الوطنية في الأسماء والصور التي شاهدناها؟!،
أليس أغلبهم مسئولين عن تعثر المشروع الوطني وبناء اليمن الحديث؟!.
أعلن في عدن مؤخرا عن تكتل سياسي، وأثار جدلاً وانتقادات كبيرة في الشارع اليمني الذي اعتبره إعادة تدوير للفشل والإخفاق السياسي، ويظهرون أنفسهم وكأنهم المنقذون لليمن التي دمرتها الحرب الحوثية، وفضَّل الذين حضروا لتشكيل التكتل العيش خارج الوطن في رفاهية ما يستقطعونه من خزانة الدولة على حساب الفقراء ومعدومي الدخل، ليتحدثوا عن بناء الدولة وتحريرها من عصابة الحوثي، وكأن البلد ينقصها ذلك التكتل، وبشخوص من عواصم الدول العربية والغربية ليحملوا راية الخلاص والتحرر من المشروع الفارسي والمخطط الخارجي الذي أفقدنا السيادة على البر والبحر والجو.
بمجرد متابعتي للحدث وقراءة الخبر ومشاهدة الصورة، إذا بي أجد نفس الهراء المتكرر منذ سنوات طويلة، وهو ماجعلني أتفق مع الكثيرين ممن يرون أن هذا التكتل يشكل تهديداً كبيراً على الديمقراطية وحقوق الإنسان في البلاد، وذلك بسبب تاريخ بعض المكونات السياسية التي يضمها والتي تورطت في انتهاكات وجرائم حرب دمرت الوطن، وأخّرت تحرير اليمن من الكهنوت.
وجدتُ مثل غيري أن هذا التكتل مكون من أشخاص انتهت صلاحيتهم، وتأكد سوء إدارتهم وإخفاقهم السياسي وتنقلهم الدائم والمتذبذب بين الأطر السياسية المختلفة، لا يمثلون غير أنفسهم، ولم يعد لهم حزب أو قاعدة شعبية أو تنظيمية، والبعض مفصول من حزبه والبعض هو، وحده، رئيس الحزب والقيادة والأعضاء. إنها فوضى السياسة اليمنية.
عندما رأيت الوجوه أدركت أن تأسيس هذا التكتل جاء تحت رعاية خارجية، وبالتأكيد سوف يثير تساؤلات عديدة حول أهدافه الحقيقية.
فكيف يتم التعامل معهم على أنهم ممثلون لهذا الحزب أو ذاك؟
أليس ما يحدث هو استهتار بالشعب وبالقوى السياسية والأحزاب من قِبَل من يُفترض بهم أن يعملوا على إحداث تغيير حقيقي للخروج من حالة الفشل السياسي والاقتصادي والعسكري التي نواجهها؟!
أليس ما يعلنونه بين الحين والآخر عن تشكيلات واجتماعات هنا وهناك هو بمثابة تدوير لشخصيات عُرِف عنها الفساد وعفا عليها الزمن، والإتيان بها لتتصدر المشهد من جديد وإن اختلفت التسميات؟! والعجيب أن بعضهم لا يجرؤ أن يخوض انتخابات في حزبه لانه يدرك أن الفشل حليفه.
يبقى السؤال هل فعلاً يهدف التكتل إلى تعزيز الديمقراطية والتعددية السياسية كما يدعي؟!،
أم أنه يستخدم كوسيلة لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية لجهة معينة؟!
إن ما حدث اليوم في مدينة عدن هو التعبير الحقيقي عن حالة الفشل الذريع التي وصلت إليها منظومة السلطة والأحزاب السياسية. فالإتيان بمجموعة من الشخصيات التي فشلت سياسيًا وحزبيًا وجماهيريًا ووطنيًا وتجميعها بشكل متناقض لا يعبر عن أي انسجام أو تناغم، ليتم من خلالها الإعلان عما يسمى تكتلًا وطنيًا، ليس سوى فوضى لا يمكن لأي شريف ووطني غيور أن يقبل بها.. ولهذا يجب أن يكون هناك رفض واضح لأي تكتل يهدد الحريات العامة ويضعف مكانة حقوق الإنسان ويؤخر تحرير البلاد من الكهنوت الحوثي لأنها بهكذا تصرفات لا تخدم إلا الكهنوت الحوثي.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل التاريخ يعيد نفسه في تكتل عدن المعلن عنه موخرا، باعتباره إعادة تدوير لانقلابات مشابهة أم أنه مكمل لانقلاب الحوثيين، أم أنه مرضٌ يريدون فقط أن يستكملوا به مسلسل الانهيار ؟!.