Image

تحريف المناهج الدراسية يثير قلق الآباء في مناطق سيطرة عصابة الحوثي

يشعر العديد من أولياء الأمور في مناطق سيطرة عصابة الحوثي "وكلاء إيران " بقلق متزايد من تأثير تحريف المناهج التعليمية على هوية وثقافة أبنائهم، حيث أدخلت عصابة الحوثي تعديلات شاملة على المناهج لتتوافق مع أيديولوجياتها الطائفية.

وذكرت مصادر تربوية ومحلية أن المناهج الجديدة باتت تتضمن موادًا تمجّد شخصيات طائفية مرتبطة بعصابة الحوثي ، وتروّج لأفكار تمس العقيدة وتدعو الشباب إلى الانضمام للقتال في صفوفها.

وأفادت المصادر أن هذه التعديلات باتت "تهدد مستقبل الأطفال وتزرع الكراهية والطائفية في عقولهم"، ما دفع بعض الآباء إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى المدارس كوسيلة لحمايتهم من التعرض لهذا الأفكار.

ويرى مراقبون أن التغييرات المستمرة في المناهج تساهم في تغيير هويات الأجيال القادمة وإبعادهم عن ثقافتهم وقيمهم المجتمعية والوطنية.

وشدد مراقبون على أن هذه التحريفات تمثل تهديدًا للنسيج الاجتماعي في اليمن، داعين الجهات الرسمية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل للحد من هذه التجاوزات وحماية التعليم من التأثيرات الطائفية التي تتعارض مع قيم الوحدة والاعتدال.

وعمدت عصابة الحوثي، منذ انقلابها على الدولة ، إلى إدخال تغييرات واسعة في المناهج الدراسية بما يخدم أجندتها الطائفية والفكرية، مستهدفة الأجيال الناشئة.

وترتكز هذه التغييرات على تعزيز المفاهيم المرتبطة بالعقيدة الحوثية المستمدة من الفكر الطائفي الايراني، مما أثار مخاوف واسعة لدى الأهالي والمهتمين بالتعليم من تجريف الهوية الوطنية  واستبدالها بالهوية الفارسية تحت مسمى" الهوية الإيمانية".

وشملت هذه التعديلات إضافة موضوعات ومفاهيم ذات طابع ديني وطائفي في المواد الدراسية، مثل التربية الإسلامية والدراسات الاجتماعية.
بالإضافة الى إدخال مواضيع ذات صبغة طائفيّة الى المناهج ومنها على سبيل المثال مراجع دينية وسياسية طائفية لها سجل إجرامي لدى الشعب اليمني، إلى جانب بعض القيادات العصابة التي لقيت مصرعها في جبهات قتالية ضد القوات الحكومية ومتهمة بجرائم حرب ضد اليمنيين ، مع تهميش رموز وقيم وطنية ويمنية جامعة لها رصيد وطني ونضالي.

وحملت هذه التعديلات في طياتها رسائل تدعو للولاء لقيادات عصابة الحوثي والتمسك بمبادئها، وهو ما اعتبره الكثيرون ترويجًا لفكر هذه العصابة ضمن منظومة التعليم.

أثارت هذه التغييرات استياءً واسعًا في أوساط أولياء الأمور، حيث يرفض العديد منهم إرسال أطفالهم إلى المدارس التي تطبق هذا المنهج، خوفًا من تأثرهم بالأفكار الطائفية.

كما تتزايد المخاوف من تأثير هذا التوجه على الهوية الوطنية اليمنية ، نظرًا لأن هذه التعديلات تهدف إلى إحداث انقسام بين فئات المجتمع اليمني، ما يؤدي إلى تشويه عقول الأجيال الشابة وتوجيههم نحو الانقسام بدلاً من الوحدة الوطنية.