Image

ما وراء تهديد الحوثي الأخير لسفن الشحن؟!

تعمد مليشيا الحوثي الإرهابية إلى تقديم نفسها كمدافع عن القضية الفلسطينية التي لم تقدم لها سوى الكلام والشعارات الفارغة، كل ذلك بغرض خدمة أجندتها ومصالحها المشبوهة، ومستغله عواطف اليمنيين ومشاعرهم تجاه القضية الفلسطينية، بينما الواقع يكشف أن هذا التوجه الحوثي يهدف فقط إلى تحسين صورتها المشوهة، وصرف الانتباه عن أزماتها الداخلية وهروبا من استحقاقات الداخل بما في ذلك الاحتياجات المعيشية للمواطنين في مناطق المليشيا الذين أصبح معظمهم يعيشون في حالة مجاعة.

البيان الأخير للناطق العسكري لمليشيا الحوثي المدعو يحيى سريع، مساء الأحد، بشأن تهديده لسفن الشحن وان الهجمات على السفن ستستمر، لم يأتِ بجديد سوى أنه أكد للشارع اليمني أن القضية الفلسطينية بالنسبة لمليشيا الحوثي ليست سوى موضوع للمزايدة فقط.

بطولات وهمية وانتصارات زائفة
يقول الناشط أشرف محمد علي للمنتصف نت إن مليشيا الحوثي تهرب من التزاماته الداخلية تجاه المواطنين في مناطق سيطرتها، إلى اصطناع بطولات وهمية والترويج لانتصارات زائفة.
وأكد أشرف أن بيان القيادي الحوثي يحيى سريع مساء الأحد- والذي لم يأتِ بأي جديد- كان محاولة جديدة من مليشيا الحوثي لاحتواء السخط المتزايد عليها جراء تجويعها للشعب وقطع رواتب الموظفين، إلى جانب ذلك تهدف المليشيا من ذلك لكسب الثقة الشعبية، واستغلال السخط الشعبي ضد الكيان الصهيوني. ‏

مراقبون أكدوا للمنتصف ان الهدف من بيان مليشيا الحوثي مساء الأحد لم يكن الهدف منه سوى التغطية على الفضيحة التي كشفها تقرير خبراء الأمم المتحدة والمعني باليمن بشأن قرصنة مليشيا الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن وجني المليارات منها.

قرصنة البحر
وكان تقرير أعدّه خبراء في الأمم المتحدة وبتكليف من مجلس الأمن الدولي، كشف كيف تربحت مليشيا الحوثي من الحرب في غزة.
قال التقرير "إن مليشيا الحوثي تستغل البحر الأحمر في عملية القرصنة استغلالًا سيئا، أي سفينة تدفع لها سوف تمر، وإذا لم تدفع -حتى وإن كانت السفينة ستذهب إلى غزة لتساعد الفلسطينيين- سوف يفجرونها، وأي سفينة وإن كانت ستذهب إلى داخل إسرائيل سيسمح لها بالمرور في حال دفعت المال".  
وكشف فريق التحقيق التابع للجنة العقوبات المعنية باليمن في مجلس الأمن الدولي أن مليشيا الحوثي تجني نحو 180 مليون دولار شهريا جبايات من وكالات شحن بحري مقابل عدم اعتراض سفنها التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

استغلال الوضع الإقليمي
وحذّر التقرير الذي نشر يوم الجمعة (الأول من نوفمبر 2024)  من أن مليشيا الحوثي تعمل على تعزيز قدراتها العسكرية بدعم من  إيران وحزب الله.
وأوضح أن منذ بداية الحرب في قطاع غزة قبل نحو عام، عملت مليشيا الحوثي على "استغلال الوضع الإقليمي وتعزيز تعاونها مع إيران وحزب الله اللبناني.
ووصف التقرير أيضاً كيف استخدمت مليشيا الحوثي مسألة التضامن مع الفلسطينيين من أجل إطلاق "حملة تجنيد واسعة"، وأورَدَ تقديرات للمقاتلين الذين بلغ عددهم 350 ألفا بحلول منتصف عام 2024، في مقابل 220 ألفا عام 2022 و30 ألفا عام 2015.
وأطلقت مليشيا الحوثي حملات جبايات من التجار ورجال الأعمال في صنعاء ومناطق سيطرتها؛ بزعم دعم المقاومة الفلسطينية، بينما هدف المليشيا من ذلك هو الكسب المادي والإثراء وشراء السلاح لقتل أبناء الشعب اليمني.
وبحسب المراقبين فإن مليشيا الحوثي تستخدم القضية الفلسطينية كأداة لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر التحالفات مع قوى أخرى تدعم فلسطين، وكذريعة للتدخل في شؤون دول أخرى أو لتبرير أفعالها الاجرامية وغير القانونية.

الهروب من السخط الشعبي لغزة
من جانبه قال فؤاد محمد علي للمنتصف نت إن إسرائيل انقذت الحوثيين بعد أن تصاعد  السخط والتذمر الشعبي ضدهم وفي مناطق سيطرتهم.
وأكد فؤاد أن حالة الغليان الشعبي في مناطق الحوثي كان قد وصل إلى ذروته، بسبب تزايد الفساد والفقر والجوع والظلم والقهر، وهو ما قد كان ينذر بثورة شعبية تجتث الحوثيين من جذورهم.
وأوضح ان مليشيا الحوثي رأت في أحداث غزة فرصة مؤاتية للهروب من هذا الوضع ومن هذه الاستحقاقات.

بعد خداع استمر أكثر من عقد من الزمن، عرف الشعب اليمني مؤخرا تناقضات ومغالطات المليشيا وأصبح مشروعها أكثر وضوحاً لدى الرأي العام اليمني،  في حين انساق أتباع مليشيا الحوثي وراء مزاعمها وتجاهلوا، بوعي أو من دونه.