الدعم العراقي للحوثيين عسكريًا وماديًا .. تهديد خطير لأمن المنطقة والملاحة وتطويقًا للسعودية
كشف فريق الخبراء الأممي المعني باليمن التابع لمجلس الامن الدولي في تقريره الحديث، عن تصاعد التعاون بين عصابة الحوثي الايرانية، وعدد من الجماعات المسلحة في العراق ولبنان.
وذكر التقرير، بأن الروابط العسكرية والسياسية تزايدت بين عصابة الحوثي في اليمن وجماعات عراقية، خلال الفترة الأخيرة، ما أدى إلى توسيع نطاق عمليات ما يسمى "محور المقاومة" التابع لايران في المنطقة.
وقد اتضح من التحقيقات أن جماعات عراقية مثل “كتائب حزب الله” و”كتائب سيد الشهداء” و”حركة النجباء” تقدم دعماً مباشراً للحوثيين في مجالات التدريب والتسليح وجمع التبرعات.
وذكرت الفقرة "11" من مقدمة التقرير، بأن الحوثيين يعملون على تعزيز التعاون مع أعضاء آخرين في محور المقاومة ويتلقون الدعم من الجماعات المسلحة في العراق ولبنان والجمهورية العربية السورية وغزة، وقد بحث الفريق في العلاقات بين الحوثيين والجماعات المسلحة العراقية واللبناني، كدراسات لحالات إفرادية، استنادا إلى تكثيف الأنشطة المشتركة بين هذه الجماعات في الآونة الأخيرة.
ويشير الفريق إلى أن الجزاءات المفروضة على الحوثيين ستكون محدودة التأثير طالما لم تعالج الشبكة التي تقيمها هذه الجماعة مع الجماعات المسلحة الاقليمية.
دراسة الحالة الافرادية
وحسب التقرير، فإن دراسة الحالة الإفرادية بشان تعاون الحوثيين مع الجماعات المسلحة العراقية، نتج عنها ما جاء في الفقرة 12 من مقدمة التقرير.
وتنص الفقرة 12 من مدقمة التقرير الاممي كالتالي:" كشفت التحقيقات التي أجرها الفريق عن وجود متزايد للحوثيين في العراق في السنوات القليلة الماضية، وقد زادت الحرب في غزة الروابط السياسية والعسكرية بين الحوثيين والجماعات المسلحة العراقية. واكد زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في يونيو / حزيران 2024، أن الحوثيين ينسقون الأنشطة العسكرية مع مما يسمى المقاومة الاسلامية في العراق، واصدرت كتائب حزب الله، وهي احدى الجماعات الرئيسية في المقاومة الاسلامية في العراق ( تضم كتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء، وحركة انصار الله الأوفياء، وحركة حزب الله النجباء) بيانًا مشتركًا مع الحوثيين بشان دورهم في محور المقاومة، واكدت كتائب حزب الله انها ستهاجم الاهداف الامريكية والبريطانية بكل ما يوسعها اذا ما هوجم اليمن.
حملات تبرعات مالية
وتحدثت الفقرة 13 من مقدمة التقرير عن حملات التبرعات التي جرت في العراق لصالح الحوثيين، كالاتي: اكدت مصادر مختلفة ان حملات جمع التبرعات انطلقت في العراق لدعم الحوثيين، خاصة من قبل كتائب حزب الله، وفي كانون الاول/ يناير 2022، تولى عملية جمع التبرعات التي قامت بها كتائب حزب الله أمير الموسوي، المتحدث باسم تجمع شباب الشريعة، وهو منظمة جامعة خاضعة لسيطرة الحزب، ولم يتمكن الفريق من تقدير حجم الدعم المالي المقدم للحوثيين، ونقلت مصادر سرية أخرى أن الحوثيين تلقوا أيضًا دعمًا ماليًا من العراق من خلال توفير شحنات من النفط.
التعاون العسكري
وبشأن التعاون العسكري، تحدثت الفقرة 14 من مقدمة التقرير عن ذلك كالآتي: ووفقًا للتقارير التي تلقاها الفريق، فإن الجماعات المسلحة العراقية ترسل خبراءها ومقاتليها إلى اليمن منذ عام 2015، للإشراف على الدورات التدريبية للحوثيين ونقل التكنولوجيا العسكرية إليهم والقتال إلى جانب المقاتلين الحوثيين، وأبلغت مصادر سرية الفريق بأن قوات الحشد الشعبي في العراق، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من القوات المسلحة العراقية في عام 2019، قامت مؤخرًا بتوفير التدريب لنحو 80 مقاتلًا حوثيًا في مركز بهبهان التدريبي، في منطقة جرف الصخر، (القريبة من الحدود العراقية - السعودية"، قتل العديد من المقاتلين الحوثيين بمن فيهم ضابط رفيع المستوى، في الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على هذه المنطقة في اغسطس 2024). وكان من بين المقاتلين قادة من أولوية النصر يتبعون للحوثيين، نشروا في المحافظات الساحلية مثل حجة والحديدة، واشارت المصادر إلى ان المقاتلين سافروا إلى العراق بجوازات سفر مزورة، وأن هذه الزيارات ازدادت بعد افتتاح مطار صنعاء في ابريل 2022، ونقلت المصادر ان الغرض الرئيسي من الدورات التدريبية الأخيرة كان تعزيز قدرات الحوثيين على استهداف السفن في البحر الأحمر بدقة.
وفي الفقرة 15 من مقدمة تقرير الخبراء، تم الحديث عن التنسيق العسكري المشترك بين الجماعات العراقية والحوثيين، كالتالي: وبالإضافة إلى ذلك قام الحوثيون بتنسيق عمليات عسكرية مشتركة مع الجماعات المسلحة العراقية ضد اسرائيل في الاشهر القليلة الماضية، وفي يونيو 2024، اكد المتحدث باسم المقاومة الاسلامية في العراق والحوثيين إطلاق هجمات مشتركة ضد مدن اسرائيلية مثل حيفا وأشدود، وادعى عبدالملك الحوثي أيضًا في بيان متلفز أدلى به في يونيو 2024، ان جماعته كانت تخطط لشن هجمات بالاشتراك مع المقاومة الاسلامية في العراق ضد اسرائيل من مرتفعات الجولان، وأكدت المصادر إنشاء غرفة عمليات في العراق تضم ممثلين عن عدة جماعات مسلحة تشمل الحوثيين، وذلك من اجل الاضطلاع بهذه العمليات.
أنشطة حوثية في العراق
وجاء في الفقرة 16 من مقدمة التقرير: يقوم بانشطة الحوثيين في العراق أحمد الشرفي المعروف ايضا بإسم " ابو إدريس"، وهو مؤسس أول مصنع عسكري للحوثيين في صعدة عام 2010، كما اكدت مصادر سرية متعددة أنه يشرف ايضا على شراء العتاد للحوثيين، ويرتب الدورات التدريبية مع الجماعات المسلحة للمقاتلين الحوثيين، وينظم زيارات القادة الحوثيين إلى بغداد.
ـ الفقرة 17: وقد عمل الشرفي بهمة على عقد اجتماعات مع مختلف رؤساء الجماعات المسلحة وزعماء القبائل والمسؤولين بهدف زيادة نفوذ الحوثيين في العراق، ويشير الفريق إلى انه بدأ مؤخرًا بعقد اجتماعات مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، والتقى الشرفي في يونيو 2024، بمستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، وهو أول لقاء معلن مع مسؤول عراقي من هذا المستوى الرفيع، ووفقا لمصادر سرية نقل الشرفي ايضا انشطة الفريق من مكاتب سرية في منطقتي الجادرية وعرصات الهندية في بغداد، إلى مكتب تمثيل معترف به رسميًا، ونقلت مصادر سرية ان الحوثيين يستخدمون أيضًا مكتبًا آخرًا في مدينة النجف.
وجاء في الفقرة 18 من مقدمة التقرير: وأبلغ مسؤولون كبار في حكومة اليمن الفريق بأن وزير الداخلية في الحكومة سيناقش مع نظيره العراقي بشأن انشطة الحوثيين في العراق.
انتهاك صارخ
الفقرة 19: يشكل التدريب والمساعدات العسكرية والدعم المالي الذي تقدمه الجماعات المسلحة العراقية إلى الحوثيين انتهاكًا لحظر الأسلحة والجزاءات المالية، والفريق بانتظار رد حكومة العراق على طلبه الحصول على معلومات بشان الأمر الذي سبق ذكره.
الدعم المالي المقدم من العراق
فقد أشار إليه التقرير بشكل مقتضب في الفقرة 112 والتي جاء فيها: وردت للفريق معلومات من مصادر مختلفة عن دعم مالي تلقاه الحوثيون من العراق، وقد دأب الشباب العراقيون على إطلاق حملات منتظمة تلتمس الدعم المالي لأجل الحوثيين في اليمن.
توصيات خبراء
وأوصى الخبراء في تقريرهم، بضرورة اتخاذ إجراءات لقطع التدفق المالي والعسكري المقدم من الجماعات المسلحة العراقية، واتخاذ تدابير شاملة لوقف التهديدات الأمنية الناجمة عن تصاعد هذا التعاون العسكري بين الحوثيين والجماعات المسلحة في العراق ولبنان، حيث أن هذا الدعم يشكل انتهاكاً صريحاً لحظر الأسلحة والعقوبات المالية المفروضة من مجلس الأمن.
حياكة حوثية
إلى ذلك كشفت تقارير صحفية، بأن عصابة الحوثي عززت من موقعها لدى الساسة العراقيين الموالين لايران، منذ عشر سنوات، وذلك بتوجيهات من طهران، مشيرة إلى ان " الهدف الأساسي للعصابة يتمثل في حياكة نفسها كخيط لا غنى عنه في حزام محور المقاومة المدعوم من طهران".
وأفادت التقارير بأن عصابة الحوثي وبتوجيهات مباشرة من طهران، عززت تواجدها في عمان والعراق، إلى جانب تواجدها في مناطق اليمن الشمالية، بهدف تطويق السعودية، العدو اللدود لايران.
ونقل عن مصدر سياسي عراقي، القول إن الحوثيين بدأوا في تطوير وجودهم في البلاد لأول مرة في عام 2011، بمساندة وتشجيع وزير الخارجية العراقي حينها "إبراهيم الجعفري"، فيما لعب رئيس الوزراء العراقي آنذاك، مصطفى الكاظمي، دورًا من خلال استخدم علاقاته الوثيقة مع ولي عهد السعودي، محمد بن سلمان، للمساعدة في إعادة حسن إيرلو، مبعوث إيران إلى اليمن، عبر المملكة.